ادعمنا بالإعجاب

فقه الأقليات(Fiqh for Minorities): مبدأه ومنهجيته


الدكتور محمد صلاح الدين كاديري الوافي

يعيش المسلمون في هذه الأيام الأخيرة في جميع أنحاء العالم، بحيث لا يوجد دولة أو إقليم إلا وفيها مسلم. ومن المعروف أن هناك دارين للمسلمين: دار الإسلام الذي يكون الأغلبية فيها مسلمين ويطبق فيها شرع الله تعالى المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يجد المسلمون فيها أي مشاكل و صعوبات في العمل حسب الشريعة الإسلامية. وفي المقابل هناك دار غير الإسلام تدعى بشتى الأسماء مثل دار الحرب أو دار العهد أو دار الدعوة أو دار التعارف، أو دار الإنسانية أو دار الهجرة أو دار الاغتراب أو المجتمع غير الإسلامي، حيث يعيش المسلمون فيها أقليات، أو يرتادها المسلمون مغتربين أو مهاجرين عن ديارهم الأصلية بحثا عن العمل أو الرزق أو الحرية أو العيش الكريم، أو طلبا للدراسة والعلم والشفاء، والمسلمون في هذه البلاد يواجهون مشاكل متنوعة وصعوبات مختلفة، تتعلق بحياتهم السياسية أو الاجتماعية أو الاعتقادية أو الثقافية أو الدينية غير أن المشاكل الدينية هي التي تعد أشد احتياجا إلى الاهتمام بالنسبة للمؤمن والتي تتطلب حلولا مستعجلة، خاصة أن هذه الأقليات تعيش بين أقوام متعددة، مسيحية، ووثنية، وبوذية، ويهودية، وملحدة ...

ومن هنا نشأ فقه خاص بهؤلاء المسلمين يسمى بفقه الأقليات أو فقه المهجر أو فقه المغتربين أو فقه المسلمين في غير المجتمع الإسلامي. ولهذا الفقه أصول ومبادئ نظرية وتطبيقية يجب معرفتها واستيعابها وتمثلها، خاصة أن هذا الفقه يتميز برؤية تطبيقية معاصرة، مادام يراعي أحوال المغتربين واقعا وزمانا وعرفا وعادة وحالا ومجتمعا.
المسلمون في مجتمعات غير إسلامية:
يعيش المسلمون أقلية في شتى مجتمعات غير إسلامية مثل مجتمع الهند ومجتمعات البلاد الأوربية والأمريكية، والمسلمون في مثل الهند هم من أهالي تلك البلاد أصالة والمستوطنون فيها، أما المسلمون في بعض البلاد الأوربية والأمريكية فأكثرهم مهاجرون إليها ومغتربون فيها. وبعد الحربين العالميتين تغيرت أوضاع العالم ونشأت تساؤلات عن الهوية الوطنية  وعن عقيدة الفرد والمجتمع والسياسة الوطنية وما إلى ذلك. والمهاجرون إلى بلاد الأوربا بعد الحربين الأولى والثانية لم يكونوا على وعي كامل عن الدين الإسلامي ولم يكن في تلك البلاد ظروف مناسبة لحياة دينية كاملة ولم يجدوا بيئة ملائمة لدراسة الشريعة الإسلامية والعمل بها في حياتهم. بل أحسوا بالضياع والاغتراب وفوات الأوان. أما الشعوب الإسلامية الأصلية في تلك الفترة كمسلمي البوسنة والهرسك والشيشان والألبان وغيرها فكانوا منبوذين دينيا ومضطهدين عقائديا من قبل المنظومة الاشتراكية السوفياتية التي أخضعتهم قهرا وقسرا. وفي العقود الأخيرة، تحققت صحوة إسلامية واعية، فشرع المسلمون المغتربون يتساءلون عن دينهم، ويبحثون عن طرائق التعارف مع الأجانب، ويتساءلون عن كيفية الحفاظ على هويتهم وشخصيتهم الإسلامية. فأسسوا مساجد ومعاهد ومجالس دينية تعليمية وتربوية، ونظموا مؤتمرات إسلامية للتباحث في قضايا دينهم، ومناقشة أمور حياتهم الدنيوية والأخروية.
    أما المسلمون الذين يعيشون في الهند ومثلها – التي فيها شعوب إسلامية أصلية أقلية -  فهم أيضا في حاجة إلى معرفة طرائق التعارف والتعامل مع الديانات الأخرى وكيفية الحفاظ على شخصيتهم الإسلامية. ونحن، مسلمو الهند، في حاجة إلى الاهتمام  بدراسة فقه الأقليات، لا سيما بعد ما تغيرت أوضاع السياسة الهندية.
مصطلحات فقه الأقليات
ولفقه الأقليات مصطلحات كثيرة، مثل فقه دار الحرب، أو فقه دار العهد، أو فقه المسلمين في مجتمع غير المجتمع الإسلامي وغيرها... وقد ورد باصطلاح "فقه التعايش" في كتاب "من فقه الأقليات المسلمة" للدكتور خالد محمد عبد القادر، وهو "فقه المواطنة" عند الدكتور عبد المجيد النجار كما جاء في كتابه "فقه المواطنة للمسلمين في أوربا". أما الدكتور يوسف القرضاوي فقد استعمل مصطلح "فقه الأقليات المسلمة" كما نجد في كتابه "في فقه الأقليات المسلمة". والدكتور جميل حمداوي يسميه "فقه التعارف" في مقالته "فقه الأقليات أو فقه التعارف؟"
ولم يكن مصطلح فقه الأقليات معروفا في القرون الماضية، بل ظهر في القرن العشرين مع تزايد ظاهرة الهجرة إلى الدول الأجنبية، ولم يبرز هذا المصطلح في الكتابات الإسلامية المعاصرة إلا بعد مجموعة من الندوات والمؤتمرات العلمية التي ناقشت أوضاع المسلمين في المهجر أو أرض الاغتراب، وأشرفت عليها رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المؤسسات العلمية والسياسية الحكومية وغير الحكومية.
تعريف فقه الأقليات
يدرس فقه الأقليات حياة المسلمين في المجتمعات الأخرى غير المسلمين كمجتمع الهند أو بلاد الأوربا وغيرهما، وهذا الفقه يهتم بدراسة مشاكل الأقليات المسلمة في هذه البلاد في ضوء الشريعة الإسلامية بمراعاة قوانين هذه المجتمعات وتقاليدها وعاداتها وأحوالها الخاصة. ففقه الأقليات مجموعة من الأحكام الفقهية والفتاوى المتعلقة بأقلية المسلمين المجيبة عن استشكالاتهم الجديدة التي تستوجبها ظروف البلاد التي يعيشون فيها. وبذلك يكون فقه الأقليات فقها عاما شاملا أو فقها فرعيا كفقه الفرائض وفقه الأموال وفقه الجنايات، وفقه النساء وغيرها من الفقهيات الفرعية والجزئية.
بدايات فقه الأقليات
انعقد في القرن العشرين الكثير من الندوات والمؤتمرات في الشرق الأقصى وأوروبا وأمريكا للمناقشة حول مشكلات الأقليات المسلمة، واقتراح الحلول الفقهية الناجعة لمعالجتها بشكل من الأشكال. ومن بين ذلك: ندوتان نظمهما اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا لتناول فقه الأقليات المسلمة في فرنسا خصوصا، وأوروبا عموما، واستدعي لهما كثير من الفقهاء المتخصصين في هذا المجال، مثل: مصطفى الزرقا، والشيخ عبدالفتاح أبو غدة، وسيد الدرش، والشيخ مناع القطان، والشيخ عبد الله بن بية، والشيخ محمد العجلان، وناصر الميمان، وعصام البشير، ويوسف القرضاوي وغيرهم. ومن أهم الموضوعات التي طرحت للمناقشة قضية "الإقامة في بلاد الغرب...والحصول على جنسية هذا البلد...والزواج من أوربية غير مسلمة للحصول على الإقامة...والزواج بامرأة عرفا على خلاف القانون، وتطليق المرأة قانونا وهو متزوج بها فعلا، للحصول على معونة المطلقة...وأخذ الرجل معونة البطالة من الدولة، مع أنه يعمل ولكن لايبلغ عن عمله... إلخ
 وترتب على هاتين الندوتين تأسيس مجلس أوروبي للإفتاء والبحوث، ينظر في مشاكل الأقليات في ضوء الشريعة الإسلامية من خلال رؤية معاصرة، تراعي الزمان والمكان والعرف والحال. وقد عقد كثيرا من الجلسات للنظر في مشاكل الأقليات المسلمة، وتوصل المجلس إلى مجموعة من القرارات العلمية الفردية والجماعية، ولكن لم تجمع هذه الاجتهادات في كتاب معين، ولم توثق لكي يطلع عليها الفقهاء والجاليات المسلمة. ونظم مؤتمر آخر لعلماء الشريعة بأمريكا سنة 1999 لطرح قضايا فقه الأقليات. كما اهتمت رابطة العالم الإسلامي اهتماما ملحوظا بفقه الأقليات، فكلفت الدكتور يوسف القرضاوي وغيره من الباحثين بإنجاز بحوث في هذا المجال.
 إن المجلس الفقهي الأوروبي للبحوث قد عمق كثيرا مبادئ فقه الأقليات نظرية وتطبيقا، وكان من أنشطته الثقافية والفكرية والدينية البارزة أن نظم الدورة السادسة عشرة في تركيا في يوليو 2006، حيث قدم المجلس ثمانية وعشرين بحثا في الفقه السياسي للأقليات المسلمة. كما قدم أكثر من خمسين بحثا حول مشاكل الأسرة عبر ثلاث دورات سابقة ضمن ما يسمى بفقه الأسرة المسلمة في الغرب. وما يزال الاهتمام بقضايا فقه الأقليات جاريا بشكل مستمر هنا وهناك.
أهداف فقه الأقليات
يهدف فقه الأقليات إلى بعض الأمور  المهمة كما يلي:
  v     تأسيس علم جديد وتأصيله في ضوء الفقه المعاصر يسمى بفقه الأقليات
  v     النظر في مشاكل المسلمين في بلاد المهجر في ضوء الفقه المعاصر
  v      إيجاد الحلول لجميع المشاكل التي تواجهها الأقليات المسلمة في شتى البلاد
  v     رفع الضيق والحرج على الأقليات المسلمة لتحيا حياة ميسرة سعيدة في دنياها وأخراها، بحل مشاكلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والحضارية.
  v     الحفاظ على هوية المسلمين وجوهر شخصيتهم الإسلامية بالنظر إلى أحوالهم ومشاكلهم ومستلزماتهم.
  v     نشر الإسلام بين صفوف غير المسلمين بتثبيته في أوساط الأقليات عن طريق الاقتداء والاسترشاد والتمثل. 
  v     مساعدة الأقليات على الوعي بشريعتها السمحة، والانفتاح على الآخرين انفتاحا إيجابيا، والتفاعل معهم على أساس التعارف والتسامح والتفاهم والتعايش والصداقة. 
   v     تثقيف الأقليات في أمورها الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكي لا تكون عرضة الاستلاب والذوبان والاستغلال والضغط القسري.
  v     أن يكون هذا الفقه دليلا تطبيقيا مرنا للأقليات لكي تتعامل مع دينها تعاملا سهلا وميسرا وصحيحا.
  v      أن يجيب هذا الفقه عن أسئلة الأقليات المختلفة والمتنوعة، ويحل مشاكلها في ضوء فقه شرعي معاصر، يراعي الزمان والمكان والعرف والعادة والقانون والمجتمعات المستقبلة.
خصائص فقه الأقليات:
يتميز فقه الأقليات بمجموعة من الخصائص والمميزات، وهي كما يلي:
  v     يتميز هذا الفقه بالسهولة والمرونة واليسر والتدرج.
v     إنه فقه معاصر يراعي أحوال الأقليات المكانية والزمانية والعرفية والتشريعية.
  v     يوفق بين الاجتهادات الفقهية التراثية والاجتهادات الشرعية المعاصرة.
  v     ينظر في قضايا المهاجرين المغتربين من خلال منطق التعارف، في ضوء رؤية إسلامية عالمية منفتحة، تراعي خصائص الشعوب الأخرى.
  v     ينطلق من الفقه المقاصدي الذي يراعي مصالح الإنسان وضروراته وحاجياته وتحسيناته. بمعنى أنه يكيف الفقه الجزئي مع مقاصد الشريعة الكلية.
  v     يرجع الفروع إلى الأصول، ويربط الجزئيات بالكليات، ويبحث عن المصالح مع درء المفاسد.
  v     تختلف الفتوى الفقهية في عمومها الأصولي باختلاف الزمان والمكان والعرف والعادة والعرف. بمعنى أن الفتوى تتغير بتغير موجباتها الشرعية.
  v     الحفاظ على الشخصية المسلمة في كل جوانبها الذهنية والعقلية والوجدانية والدينية والحضارية والثقافية، مع الانفتاح على الآخر انفتاحا إيجابيا، يقوم على التعارف والتفاهم والتسامح والتعايش..
مصادر فقه الأقليات
يستند هذا الفقه إلى مجموعة من المصادر التشريعية، وهي المصادر نفسها التي يشتغل عليها الفقه الإسلامي بصفة عامة.ومن أهم هذه المصادر: القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والإجماع، والقياس الاجتهادي، والمصلحة المرسلة، والاستحسان، وسد الذرائع، وشرع من قبلنا، والعرف، واستصحاب الحال، وقول الصحابي، والمذاهب الفقهية التراثية...
كما تنضاف مصادر أخرى يمكن الأخذ بها أثناء التعامل مع النوازل والفتاوى تخص الأقليات المسلمة، مثل: قانون العلاقات الدولية والاتفاقيات المبرمة بين الدول، ومراعاة أحوال العرف والعادة والحال في دار العهد، والأخذ بالفقه المقارن أو ما يسمى بفقه الترجيح، والاستفادة بفقه المقاصد الشرعية بضرورياته وحاجياته وتحسيناته.
المشاكل التي يعالجها فقه الأقليات:
يعاني الأقلية المسلمة مشاكل عدة تتعلق باغترابهم عن أرض الإسلام، وعدم القدرة على الاندماج في مجتمع غير إسلامي، والتخوف من ضياع هويتهم وشخصيتهم الإسلامية، وعدم تملكهم العلم وتقنيات التكنولوجيا، وعزلتهم عن المجتمع، وإحساسهم بكونهم أقليات متفرقة، ووجود مفارقة صارخة بين عقيدتهم وسلوكهم العملي.
هناك أنواع من المشاكل التي تحتاج إلى توضيح  وحلول فقهية، وهي:
v     مشاكل سياسية: هناك مشاكل سياسية مثل الانتخاب- التصويت على الأحزاب السياسية من غير المسلمين- مساندة الأحزاب السياسية الأجنبية- تأسيس حزب إسلامي في أرض الغربة أو مجتمع غير إسلامي- هل يجوز للمسلم أن يهاجر إلى بلد آخر يتوفر فيه العدل بين الناس؟- حكم الالتزام بأنظمة الدول الكافرة للمسلم المقيم فيها - حكم الهجرة إلى بلاد الكفار مخافة الضرر- اتباع القوانين في بلاد الكفر- اللجوء السياسي إلى البلاد غير الإسلامية - المشاركة في جيوش المشركين 
v       مشاكل اجتماعية: ومن أمثلتها الإقامة في بلاد الكفر- العمل في متاجر تبيع الخمور والخنازير- التزوج بكتابية أو وثنية - دفن المسلمين في مقبرة غير المسلمين- زواج مسلمة من شيوعي - إسلام المرأة دون زوجها- ميراث المسلم من غير المسلم- تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم- التعامل مع الجار غير المسلم- الضوابط الشرعية للعمل في المهجر- حكم حلق اللحى وتهذيبها- الاحتكام إلى محاكم غير المسلمين- الراتب الجيد أو القرب من الأهل؟- متى تكون الهجرة واجبة؟- سفر المرأة إلى بلاد الغرب والبقاء بدون محرم.
v       مشاكل اقتصادية:مشاكل اقتصادية كثيرة متنوعة كشراء البيوت في الغرب عن طريق البنوك- بناء المراكز الإسلامية من أموال الزكاة- التصدق على فقراء المهجر- حكم المساهمة المالية في أعياد غير المسلمين- التبرعات لمعابد الأديان الأخرى - نصاب الذهب بالدولار أو العملات الأجنبية- حكم بيع المساجد- حكم إعطاء الكفار من الزكاة والصدقات- قضاء الدين من الربا.
v       مشاكل دينية: والظروف المختلفة للأقليات المسلمة كثيرا ما لا تليق للعمل بالعبادات الإسلامية كما يعمل بها في البلاد الإسلامية، فهل للأقليات المسلمة رخصة أو حكم خاص بعباداتهم وأعمالهم الدينية أو ما ذا يفعل المسلمون هناك؟ ومن مشاكلها مثلا الجمع بين الصلوات في بعض الظروف الخاصة- صلاة الجمعة قبل الزوال وبعد العصر- الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في الصيف والشتاء- مشكلة رؤية الهلال- قصر الصلاة للمقيم في بلاد الكفر- هل يجوز الجمع بحجة عدم وجود المسجد؟- هل يجوز دخول الكنائس لأجل الدعوة، أو لأجل الفرجة؟- خطبة الجمعة بغير العربية- ثبوت شهر رمضان في الدول غير الإسلامية.
v       مشاكل متعلقة بالأطعمة والمشروبات:  ترك الأضحية أوترك ذبح البقر إقناعا للكفار- حكم الخل المصنوع من الخمر- حكم الإنزيمات التي أصلها خنزير- أكل اللحوم التي لم تذبح شرعية- منع الذبح، استخدام الأدوات والمطعومات التي لا نعرف طرق تصنيعها..
v       مشاكل تربوية وتعليمية: وضعية التعليم في مدارس المجتمعات غير الإسلامية،  تدريس مقرراتهم- الدراسة في بلاد الغرب- حكم نزع الحجاب في المؤسسات التعليمية والجامعية- ...إلخ
v       مشاكل ثقافية و حضارية: وهي مشاكل مثل التعامل مع حضارة الآخر- التقريب بين الدين الإسلامي والأديان الأخرى- حوار الحضارات- علاقة المسلم بالآخر الكتابي أو الوثني أو المشرك- المثاقفة والاحتكاك الحضاري- الجلوس بين ظهراني المشركين- وهل تلك البلاد بلاد كفر يجب محاربة أهلها؟- ما المقصود بدار الكفر ودار الإسلام؟- التعامل مع الكفار- هل نشارك هؤلاء في أعمال الدعوة؟-  حكم عيادة المريض الكافر.
موقف علماء الإسلام من فقه الأقليات
  هناك مواقف علمية مختلفة تجاه فقه الأقليات، ومن بين هذه المواقف:
v     موقف يدافع عن فقه الأقليات، مثل موقف الدكتور يوسف القرضاوي ومن تبعه من العلماء المسلمين كطه جابر العلواني وغيرهما، إذ يدعو هؤلاء إلى تأصيل هذا الفقه وتثبيته وتقنينه وتأسيسه نظرية وتطبيقا.
v     موقف بعض العلماء الذين يقبلون بالمضمون والمبدأ، ولكنهم يرفضون المصطلح، ويستبدلونه بفقه التعايش مثل الشيخ عبدالله بية.
v     موقف يرفض هذا الفقه جملة وتفصيلا كالشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي كان يتهجم على المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
مؤلفات ودراسات في فقه الأقليات
وقد ألف كثير من العلماء المعاصرين في فقه الأقليات كتبا ورسائل ودراسات وغيرها ومنها ما يلى:
-      غير المسلمين في المجتمع الإسلامي
الدكتور يوسف القرضاوي
-      فقه الأقليات المسلمة
-      مدخل إلى أصول وفقه الأقليات
 الدكتور طه جابر العلواني
-      من فقه الأقليات المسلمة
الدكتور خالد محمد عبد القادر
-      ضوابط الفتوى وفقه الأقليات
الشيخ عبد الله بن بية
-      فقه المواطنة للمسلمين في أوربا
الدكتور عبد المجيد النجار
-      الخلاصة في فقه الأقليات
علي بن نايف الشحود
-      الأحكام السياسية للأقليات المسلمة في الفقه الإسلامي-
سليمان محمد توبولياك
-      الأحكام الشرعية الناظمة للعادات الاجتماعية للأقليات المسلمة في أمريكا-
عمار منذر محمد قحف
-      التنظيم القضائي للأقليات المسلمة
-مهند فؤاد استيتي
-      فقه الأقليات المسلمة في مسائل الأحوال الشخصية-
لأمل يوسف القواسمي
-      دراسة مقارنة للأوضاع التعليمية للأقليات المسلمة في الهند وسريلانكا ويوغسلافيا ومدى جهود العالم الإسلامي لمواجهة هذه الأوضاع
علي سالم إبراهيم النباهين
الخاتمة
يتبين لنا - مما سبق قوله- أن فقه الأقليات أو فقه المهجر هو ذلك الفقه الذي يدرس مختلف المشاكل التي تعترض الأقليات المسلمة في بلدان المهجر أو غيرها، مع تقديم الحلول الناجعة لهذه المشاكل في ضوء فقه إسلامي معاصر، يتبنى الاجتهاد -بشروطه ومن مصادره ومن التراث الفقهي- الذي يراعي مصالح الأقليات، ويدرأ عنها المفاسد، من خلال تطبيق طريقة فقهية متدرجة، تأخذ بالمرونة والتيسير منهجا وسبيلا ومسلكا، مع تمثل آليات الفقه المقاصدي تشريعا وإفتاء وحكما. ويعني هذا أن فقه الأقليات هو في حقيقته فقه شرعي جديد، قد يكون فقها كليا عاما أو فقها فرعيا أو جزئيا. والآتي، أن هذا الفقه يجيب عن مجموعة من الأسئلة أو القضايا التي تؤرق المهاجرين، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم ثقافية أم دينية أم حضارية...
ولا يريد هذا الباحث المتواضع إلا أن يقوم بالتعريف إلى القراء الكرام هذا النوع الجديد من الفقه الذي كثرت حوله المباحث والمناقشات في هذه الأيام، كما هو  عليه، لا يؤيده ولا يرفضه تماما وبالله التوفيق.
المصادر والمراجع:
o        د. خالد محمد عبدالقادر: من فقه الأقليات المسلمة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة، قطر، الطبعة الأولى سنة 1998م
o        د. يوسف القرضاوي: في فقه الأقليات المسلمة، دار الشروق، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 2001م.
o        د .يوسف القرضاوي: غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، شر مكتبة وهبه، الطبعة الثانية، سنة 1984م .
o        د. طه جابر العلواني، كتاب: مدخل إلى فقه الأقليات، إيرلندا، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، 2004م.
o        الشيخ عبدالله بن بية : ضوابط الفتوى وفقه الأقليات، دار المنهاج للنشر والتوزيع، جدة، السعودية، الطبعة الأولى سنة 2004م.
o        د. عبدالمجيد النجار: فقه المواطنة للمسلمين في أوروبا، الطبعة الأولى سنة 2009م.
o        علي بن نايف الشحود: الخلاصة في فقه الأقليات، جمع وإعداد، طبعة 2008م.
o        د. طه جابر العلواني:( نظرات تأسيسية في فقه الأقليات)، http://www.feqhweb.com/vb/t41.html
د. جميل حمداوي : فقه الأقليات أو فقه التعارف؟ http://www.alukah.net/world_muslims/0/62061)


مواضيع ذات صلة
دراسات, شأون الخارجية,

إرسال تعليق

0 تعليقات