ادعمنا بالإعجاب

الهند في الفكر الإصلاحي للشيخ عبد العزيز الثعالبي

قبل أن تدخل (إدارة المدونة)
الحركة الإصلاحية هي مدرسة تدعوا الى ما يهدد العقيدة الإسلامية ظهرت في العالم الإسلامي  في  أواخر القرن التاسع عشر الميلادي مع بداية القرن الرابع عشر الهجري  مدعيةً إصلاح أحوال المسليمن بحذافيرها ، وهي أيضا من نسيج بريطانيا أيام مؤامراتهم نحو العالم الإسلامي ، ورُوِّجت من أفكار  أوربية باطلة ، وللهند علاقة وطيدة مع هذه الحركة الشريرة منذ ظهورها على وجه الأرض،  وارجعْ الى الروابط لمزايد من الوضوح، فأما أنا مالك المدونة فحملتُ هذه المقالة  --المعبّرة عن أحد رُوّاد الحركة والّتي تجعله كأكابر عظماء التاريخ الإسلامي--- تسهيلا للباحثين وللمراجعين، و تيسيرا للآبيهي الموضوع،  علما أن مضمون المقالة ليس مما تمثلها المدونة بحالٍ،

الهند في الفكر الإصلاحي للشيخ عبد العزيز الثعالبي
أ.د.عبد الجليل سالم
التمهيد :

أريد في مفتتح هذه الدراسة أن أستحضر توصيف الدكتور حسين مؤنس للإسلام باعتباره "دينا طيارا"[1] ، فالإسلام "فاتح" بقوته الذاتية، بمعنى بقيمه وأفكاره ونظمه، وليس بالسيف أو بالتنظيمات التبشيرية، وما تقدمه من إغراءات مالية.
إن ما يحتاجه الإسلام من أبنائه هو النضال فقط في سبيل رفع العراقيل وإزاحة القوى المعطلة لوصوله إلى عقول الناس وقلوبهم، وعندها فقط تكون لهم الخيرة في اعتناق الإسلام أو البقاء على ما هم عليه من معتقدات ومن عبادات.
ولم تخل أمة الإسلام في مختلف مراحل تاريخها من زعماء روحانيين ومن قادة مصلحين آمنوا بفكرة إعادة توحيد الأمة الإسلامية، ونبذ أسباب الفرقة، خاصة ذات الخلفية المذهبية بين أبنائها وبين أقطارها، على غرار ما تشهد به مسيرة مصلحنا الشيخ الزيتوني العالمي الشهرة عبد العزيز الثعالبي.
فرد في صيغة أمة:
لا شك أن من يحمل رسالة الإسلام لا يكون إلا فردا في صيغة أو في حجم أمة، لأنها رسالة كونية، طالما أن من يحمل مثل هذه الرسالة العظيمة لا يكون إلا متمثلا بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا". [2]
وهو الأثر الذي لمسناه في شخصية الشيخ العلامة عبد العزيز الثعالبي، الذي لم يكن القرآن أخلاقه فحسب وإنما أيضا معلمه، بدليل امتثاله لقول الله تعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق[3]"، الأمر الذي يجعلنا نصفه بالرحالة والجغرافي الجامع بين نوعين من القراءات الوجودية للعالم: قراءة كتاب الحياة الإنسانية بشقيها الفردي والجماعي، وقراءة كتاب الكون بتنوع مكوناته وتعدد أديانه ولغاته وثقافاته.
 سلطة العالم وعالم السلطة:
جعلت الشهرة الوطنية والإقليمية والعالمية التي حظي بها الشيخ عبد العزيز الثعالبي منه سلطة متعددة الأبعاد، فمن جهة تتم ملاحقته والتضييق عليه من طرف القوى الاستعمارية الفرنسية والإنجليزية، ومن جهة أخرى نلاحظ أنه كان محل ثقة وتعويل من طرف الحكام والملوك العرب والمسلمين. وقد استمد هذه السلطة من لمعان اسمه في عديد من القطاعات، ومن نجاح تجاربه فيها، على غرار:
السلطة الإعلامية:
أصدر عبد العزيز الثعالبي منذ مطالع شبابه عديد الجرائد التي حملت روح النقد والتثوير على غرار جريدة "المنتظر" و"المشير" [4] وخاصة جريدة "سبيل الرشاد" في سنة1895 م، وكانت هذه الدوريات تلقى التضييق من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي في تونس. كما أسس في سنة 1909 م النسخة العربية من جريدة "التونسي"، التي ستكون وراء أول ثورة طلابية في جامع ال زيتونة في عام 1910 م، من أجل إصلاح تعليمهم، وتمكين خريجيه من تقلد الوظائف العليا في الإدارة التونسية، شهر أوت 1920 م مجلة الفجر.
السلطة الحزبية والسياسية:
كان الشيخ الثعالبي مواكبا لروح عصره، ومنخرطا في آليات نضاله المتاحة. وكان مشغولا بالتأسيس والتغيير والإصلاح والتصحيح، بل وقلقا كأشد ما يكون القلق إزاء الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها العالم الإسلامي، وجعلت ترتيبه في أسفل الدرك الحضاري. فبادر سنة 1896 م إلى تأسيس الحزب الوطني الإسلامي، الداعي إلى تحرير تونس وكل العالم العربي. وأمام ضغط المستعمر الفرنسي هرب من تونس سنة 1897 م.
السلطة العلمية والدينية:
حمل الشيخ عبد العزيز الثعالبي مشروعين كبيرين هما الوحدة العربية والتضامن الإسلامي. وكان فكره عالمي المنزع، دون أن يهمل العناية بالوضع القطري لبلاده تونس.
ونرى أنه صاحب فكر مسترسل وصاحب قلم سيال، ولم يكن يتردد في توجيه سهام النقد، وتشغيل معول الهدم إزاء الشق المحافظ أو المقاوم للإصلاح والتجديد. وكانت أفكاره صريحة وواضحة، لكنها لم تجار واقع التخلف الفكري في بلاده وفي عصره.
وفي الحقيقة لا يمكن حصر الرصيد الفكري للشيخ عبد العزيز الثعالبي، لأنه من التنوع بمكان، فه وفي شكل مقالات ومحاضرات [5] ودروس وخطب وكذلك في شكل روايات شفوية لتلاميذه وأنصاره وفي صيغة حوارات صحفية، منها الحوار الذي أجرته معه مجلة الرابطة العربية عن رحلته الأخيرة إلى الهند، وفيه تركيز على الهند التي أحبها الثعالبي[6].
ومن أشهر كتبه:
   ·       كتاب روح التحرر في القرآن، الذي انتقد فيه روح الجمود والتبعية في الإسلام.
   ·       كتاب تونس الشهيدة، الذي نشره بفرنسا، مستعينا في نقله إلى اللغة الفرنسية بالمحامي التونسي أحمد السقا. وقد اعتقلته السلطة الفرنسية بسبب هذه الكتاب، حيث اتهمته بالتآمر على الدولة الفرنسية.
   ·       تاريخ شمال أفريقيا.
   ·       تاريخ التشريع الإسلامي.
   ·       فلسفة التشريع الإسلامي.
   ·       معجزات محمد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
كما استمد الشيخ الثعالبي شهرة معرفية واسعة تتعلق باطلاعه عن كثب على التنوع البشري والديني والثقافي، في البلدان التي زارها: إما اختيارا أو نفيا. حيث أنه زا طرابلس الغرب وبنغازي والآستانة واليونان وبلغاريا )سنة 7898 م( ومصر وفلسطين وسوريا والعراق بلاد الحجاز واليمن والهند وإندونيسيا والصين، كما زار الجزائر والمغرب الأقصى وإسبانيا وفرنسا وسويسرا.
لماذا الهند؟
احتلت الهند حيزا كبيرا في حياة الشيخ عبد العزيز الثعالبي، وقد سئل عن سر شغفه بالهند، حتى زارها في خمس مناسبات: الأولى سنة 1973 م والثانية سنة 1925 م والثالثة سنة 1930 م والرابعة سنة 1936 م، فابتسم وقال: "إنه سحر الهند الذي لا سر فيه[7]."
وكل الشواهد التي بين أيدينا تكشف لنا في الحقيقة أن الثعالبي كان يزور الهند ويعاود زيارتها في إطار انشغاله بقضية كبرى نذر لها حياته، وهي إحياء دولة الخلافة الإسلامية أو ما دأب على تسميته بالجامعة / الرابطة الإسلامية.
كما سنجده في بعض الزيارات مبعوثا رسميا من جامع الأزهر بمصر إلى الهند، وقد كان المصريون في تلك الفترة مبهورين بالأداء العلمي لشيوخ الزيتونة. حتى أن مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده قد أعرب عن إعجابه بتقدم الزيتونة على الأزهر، خلال تصريح أدلى به أثناء زيارته الثانية لتونس في سنة 1903 م. كما لم يجد جامع الأزهر عالما أفضل في أيامه من الشيخ محمد الخضر حسين لتولي مشيخة جامع الأزهر.
    1.     انطلاقا من الهند تبزغ شمس الإصلاح على العالم العربي؟
تزامنا مع الفترة التي شهد فيها العالم الإسلامي صدمة اللقاء مع الآخر الأوربي، وما عاينته النخب الإسلامية من فجوة حضارية شاسعة تفصل المسلمين عن ركب التقدم الحضاري، ظهر أعلام الإصلاح في سماء الفكر الإسلامي، على غرار الطهطاوي والكواكبي ومحمد عبده في مصر، والملك أحمد باي والوزير المصلح خير الدين باشا في تونس، وجمال الدين الأفغاني في بلاد الأفغان، كانت الهند رائدة في هذا المجال، من خلال المصلح الديني الكبير سيد أحمد خان 17)أكتوبر 1817 م27 – ما رس 1868 م(، الذي أسس جامعة علي كراه الإسلامية، وتخرج من مدرسته الفكرية جيل جديد من أقطاب التجديد الديني والفكري الهنديين، الذين حملوا عنه لواء الإصلاح في العالم الإسلامي، من أمثال أمير علي 1849)  م 1928 م( وفاضل الرحمن 1888 )  م 1919 م( ومحمد إقبال1873  )م 1938–م(. وكانت شهرة هؤلاء قد طَبقت الآفاق، فصارت الهند مهوى أفئدة الفكر المجدد في العالمين العربي والإسلامي، كما صارت أفكار هذه النخبة الهندية موضع إعجاب وإشادة من نظيرتها في أوربا.
    2.     عود على بدء:
ويمكن من خلال استنطاق علاقة الثعالبي بالهند الوقوف على خفايا المشهدين الديني والسياسي في بلاد الهند في مطالع القرن العشرين. وقد اضطلع الشيخ الثعالبي في هذا الصدد بدور هام في إزالة "عوامل القلق المتفشية بين أصحاب الأديان الكبيرة السائدة في الهند" [8]، بمعنى أنه كان يسعى إلى فض النزاع الناشب بين الطائفتين المسلمة والهندوسية.
لكن في الأثناء نلاحظ أنه يقدم دراسة اجتماعية ونفسية وأنثروبولوجية للواقع الديني والمذهبي في هذه البلاد، التي كان يصفها بالقارة العظيمة، لامتداد مساحتها، وتنوع تضاريسها، وتعدد أعراقها ولغاتها ودياناتها.
ويبد المنهج الذي توخاه في دراسته لبلاد الهند  ومنهج علمي ينظم المعلومات ويبوب الأفكار، ويستقصي الأسباب ويتتبع نتائجها، ويشخص الظواهر والأدواء، ويقترح الحلول. كما لا يغفل عن إحكام الصلة بين أصول كل مسألة وفروعها، وعن إبانة التكامل بين الأجزاء والفروع.
ولنا أن نشكل من خلال التقرير الذي كتبه الثعالبي خلال هذه الزيارة وكذلك من خلال محاضرته الأخيرة التي قدمها حول الهند صورة عن المشهد الهندي في النصف الأول من القرن العشرين، تتمثل في ما يلي:
   ·       أن بوادي الهند أفضل من المدن، من حيث سهولة الإقبال على اعتناق الدين الإسلامي.
   ·       تمسك الهندوس الشديد بديانتهم ح ير عقل الثعالبي، فجعل يطرح الفرضيات التالية لإدراك السبب الحقيقي من إحجامهم عن اعتناق الإسلام:
   ·       هل أن نفور الهندوس عن الإسلام يعود إلى
   ·       سبب نفسي يكمن في صدور الهندوس.
   ·       أم إلى عطب في المسلمين.
    ·       أم إلى خطإ اقترفه "أصحاب الفروع من أهل المذاهب، فلا يرتاح من يدعى للإسلام، [9]مثل: إقرار الختان كشرط للدخول في الإسلام، بحيث يعادل النطق بالشهادة، أو بسبب رفض المسلمين القدامى تزويج بناتهم من المسلم الحديث اعتناقا للإسلام.
كما استخلص الثعالبي مجموعة من الملاحظات السياسية التالية
   ·       إن تاريخ الهند ه وتاريخ الإسلام، وما يقع عليه النظر بها ه ومن عمل المسلمين "فهم الذين نهضوا بالبلاد وأصلحوها" [10]، وتشهد بذلك المدن والقرى والمؤسسات الدينية من مساجد وجوامع وزوايا وتكايا.
    ·       إن ازدياد عدد مسلمي الهند لم يكن الفضل فيه إلى الدول الإسلامية، وإنما إلى الطرق الدينية التي تنشط بإمكانياتها الذاتية ومن تلقاء أنفس أعضائها.
    ·       هنالك خطأ فادح في إحصاء عدد مسلمي الهند، ويمكن تفسير ذلك بعاملين اثنين:
  §       أولا امتناع رب الأسرة الهندية المسلمة عن تقديم عدد صحيح لأفراد عائلته، وهوفي المعدل 8 أو 10 أفراد، مخافة "العين"، فيقتصر على التصريح ب 5 أعضاء فقط.
  §       ثانيا تع مد موظفي الإحصاء، وهم في العادة من الهندوس، التقليل من أعداد المسلمين حتى يثبتوا أنهم يشكلون أغلبية السكان.
   ·       يتوزع سكان الهند بحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة البريطانية على النح ا ولتالي:
  §       80 مليون مسلم.
  §       100  مليون من طبقة المنبوذين.
  §       146 مليون هندوسي.
لكن الشيخ الثعالبي واستنادا إلى تصريحات زعماء المسلمين بالهند يرى أن الإحصاءات الحقيقية هي على النح ا ولتالي:
  o     120 مليون مسلم.
  o     95 مليون هندوسي.
المقترحات والحلول:
يقدم الشيخ الثعالبي وجهاته نظر ثاقبة لتمكين الإسلام والمسلمين في الهند ويمكن تلخيصها فيما يلي:
   ·       ليس من العسير استقطاب طبقة المنبوذين/ المحرومين إلى الإسلام، باعتباره دينا لا يفرق بين شخص وآخر إلا على أساس التقوى، خاصة أن هؤلاء المنبوذين سينتقلون بمجرد دخولهم في الدين الإسلامي من مرتبة الحيوانية إلى مصاف الإنسان الحر، الذي له من الحقوق كما لكافة المسلمين.
   ·       كما يقترح الشيخ الثعالبي ضرورة توفير المال لبناء المدارس والمستشفيات في الهند، لتعليم هؤلاء المنبوذين وتهذيبهم. [11]
   ·       يمكن وبارتياح تام تسجيل اتساع دائرة الإسلام في الهند، مقابل فشل جمعيات التبشير المسيحية التي لم تستقطب منذ الاحتلال البريطاني إلى تاريخ العقد الثالث من القرن العشرين سوى 5 ملايين نسمة.
   ·        لاحظ أن ثروة المسلمين في تناقص، من خلال معاينة كيف كانت المخازن المحيطة بالمساجد، ثم كيف أصبحت ملكيتهم لها تتناقض من زيارة إلى أخرى يؤديه الشيخ الثعالبي إلى الهند حتى صار ما يملكونه في حدود 4 و 5 في المائة من مجموع المخازن في أيدي المسلمين. كما لاحظ انتقال ملكية الأراضي الزراعية من المسلمين إلى الهندوس، بحيث انخفض ما يملكونه من 16 إلى 35 في المائة.
   ·       وسبب ذلك هو الجهل نتيجة صدور فتاوى من علماء الإسلام بمقاطعة الإنجليز وعدم تعلم لغتهم.
   ·       وفي المقابل، أقبل الهندوس على الاستفادة من تقدم الإنجليز، فخالطوهم وتعلموا عنهم، الأمر الذي مكنهم من التغلب على المسلمين "في الميدان الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي وانتزعوا منهم الثروات والتجارة والأراضي والصناعات". [12]
   ·       ولما خرج الأمر من أيدي المسلمين سارعوا إلى تدارك هذا الخطإ "فأنشؤوا المدارس والمعاهد الخاصة بهم ورحلوا إلى أوربا لطلب العلم فظهر منهم الجيل الجديد الذي يقود الحركتين الوطنية والسياسية". [13]
   ·       ولعل ما استرعى انتباه الثعالبي ه ودخول طبقة المنبوذين في الإسلام، خاصة في منطقتي مدراس والبنغال، ولم يكن ذلك في شكل فردي، وإنما بيوتا وقرى، إلا أن مشكلتهم تكمن في رفض عشيرتهم تزويجهم بناتهم بسبب إسلامهم. والمطلوب من وجهة نظره:
   ·       هو حث المسلمين على عدم الاعتراض عن تزويجهم بناتهم في حال تقدموا لخطبتهن.
   ·       ضرورة توفير قروض لهم، لأنه في حالة إشهارهم لإسلامهم يقضي عليهم المرابون الهندوس.
   ·       يجب أمام تزايد إسلام المنبوذين توفير اللباس الإسلامي لهم، وبناء المساجد لأداء شعائرهم فيها.
   ·       هذا ويرى الثعالبي أن من "واجب المسلمين" [14]اقتطاع الأراضي التي يأوي إليها المعتنقون حديثا للإسلام، حتى يلوذون إليها، فضلا على حفر الآبار التي يستغنون بها عن آبار الهندوس.
   ·       يجب توعية الدعاة من خلال نماذج لمناظرات بين المسلمين والهندوس أن الإقناع برسالة الإسلام لا يكون عن طريق الفلسفة والبلاغة، وإنما بالتركيز على فهم عقلية الناس.
أما على الصعيد السياسي فقد سلط الشيخ عبد العزيز الثعالبي على أسبقية الهندوس على المسلمين، خلال تأسيسهم للمجلس الأعلى الوطني العام الهندي، الذي
طالبوا فيه بحقوقهم السياسية، المخولة لهم السيادة على الأقليات، وكيف أدى اكتشاف هذه الخطة إلى نهضة مسلمي الهند من أجل إحباط المؤامرات المهددة لكيانهم، فسارعوا إلى تأسيس جمعية المسلمين العامة في مدينتي لكناؤ وبومباي بهدف المطالبة بالحقوق السياسية للمسلمين.
ويدافع الثعالبي عن دور المسلمين في إيقاظ الحس الوطني من أجل مقاومة المستعمر الإنجليزي ودحره، عبر تأسيس جمعية سرية بقيادة شيخ الهند محمود حسن، وهي الجمعية التي عملت لمدة عشر سنوات على بث الدعاية من أجل الاستقلال، إلى أن سنحت الفرصة باندلاع الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي جعل الهندوس يجاورونهم في هذا النضال، قبل أن تسرق منهم ثورتهم على الاستعمار بعد انضمام جمعية الخلافة في مدينة بومباي برئاسة غلام فت ومع المؤتمر الهندوسي لدحر الاستعمار بقيادة غاندي مع ضمانه بعد دحر الاستعمار الإنجليزي "بحشد الهند كلها بعد ذلك لتأييد الخلافة"._[15]_




[1] حسين مؤنس، الإسلام الفاتح، مطبوعات رابطة العالم الإسلامي، ص 17
[2] . قرآن، سورة سبأ، آية 28
[3] قرآن، سورة العنكبوت، آية20
[4] كان صاحب امتياز هذه الجريدة التي صدرت في يوم 1 جانفي 1911 م هوالطيب بن عيسى، وقد أوقفتها السلطات الاستعمارية الفرنسية في غرة مارس 1920 بسبب نشرها لمقال مقتبس من كتاب تونس الشهيدة لعبد العزيز الثعالبي.
[5] آخر محاضرة قدمها الشيخ الثعالبي في القاهرة قبل رحيلها عنها كانت حول الهند، واحتضنها دار جمعية الشبان المسلمين في شهر مارس 1937 م.
[6] صالح الخرفي، عبد العزيز الثعالبي من آثاره في المشرق والمغرب، دار الغرب الإسلامي، لبنان، 1995 ، ط1  . ص 379
[7] نفس المصدر، ص 368
[8]  نفس المصدر.
[9] نفس المصدر، ص375
[10] نفس المصدر.
[11] نفس المصدر، ص 377
[12]  نفس المصدر، ص 378
[13] نفس المصدر، ص 378
[14] نفس المصدر، ص 381
[15] نفس المصدر، ص 387

مواضيع ذات صلة
تراث الهند،, دراسات, نداء الهند،,

إرسال تعليق

0 تعليقات