ادعمنا بالإعجاب

محمد إدريس الكاندهلوي أحد أعلام اللغة العربية في الهند، الحلقة الأولى


الدكتور محمد أكرم نواز

هو الشيخ محمد إدريس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي من أجلة المفسرين والمحدثين والأئمة المتقنين، ينتمي صاحبناهـذا إلى أسرة علمية، وكان المفتي إلهي بخش[1]،  ومولانا مظفر حسين الكاندهلوي، ومولانا كمال الدين، ومولانا حكيم شيخ الإسلام، وحكيم محمد أشرف الجهنجهانوي من أجداده .[2]  وكان والده مولانا الحافظ محمد إسماعيل الكاندهلوي )ت ١٣٦١هـ/ ١٩٤٢ م [3]( مديرا في مصلحة الغابات في مدينة "بوفال[4]"،  ولد مولانا الحافظ محمد إدريس بن مولانا الحافظ محمد إسماعيل الكاندهلوي في ١٢ من ربيع الأول ١٣١٧هـ الموافق ٢٠ من أغسطس ١٨٩٩ م في مدينة بوفال أثناء الإقامة بها وكانت كذلك مدينة "بوفال" مسقط رأسه وبلدة "كاندهله" منبت رجال وفحول موطنه الوراثي.[5] وحسب التقاليد الدينية والتعليمية السائدة في أسرته شرع في تلقي دراساته بحفظ القرآن الكريم، وانتهى منه وكان عمره تسع سنين.[6]


  
          ولما انتهى من حفظ القرآن الكريم أخذه والده إلى الشيخ أشرف علي التهانوي في تهانه بهون وألحقه بالمدرسة الأشرفية بها، فقرأ في المدرسة الأشرفية الكتب الابتدائية من النحو والصرف على العلامة التهانوي المذكور، وكذلك قرأ في المدرسة الأشرفية على المولوي عبد الله الكنكوهي تيسير المنطق[7]،  وتعلم بها لمدة، ثم أخذه الشيخ أشرف علي التهانوي في ١٣٣٣هـ/ ١٩١٥ م إلى مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور وسلمه إلى الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وألحقه في مدرسته مدرسة مظاهر العلوم المذكورة، وذلك لأنه في مدرسة الشيخ أشرف علي كانتهـناك رواتب للدراسات الدينية الابتدائية فقط، فبدأ دراسته بها ب"مشكوة المصابيح"، و"مختصر المعاني"، والجزأين من "الهداية"، وما إلى ذلك من الكتب.
وتخرج منها في ١٣٣٦هـ/ ١٩١٨ م، وكان الشيخ خليل أحمد السهارنبوري، والشيخ ثابت علي، والشيخ عبد اللطيف من أساتذته في دورة الحديث، فقرأ على الشيخ خليل أحمد "الصحيحين" للإمامين البخاري ومسلم، و"سنن أبي داؤد"، وأكمل بقية الكتب في دورة الحديث على الأستاذين المذكورين الأخيرين الشيخ ثابت علي، والشيخ عبد اللطيف. وقرأ "مشكوة المصابيح"، والجزأين الأولين من "الهداية"، و"القاضي مبارك"، و"حمد الله" على مولانا ظفر أحمد التهانوي الذي كان من مدرسي مدرسة مظاهر العلوم آنذاك. نجح العلامة الكاندهلوي في الاختبار السنوي لدورةالحديث بتقدير ممتاز.
وبعد أن تخرج من مدرسة مظاهر العلوم من دورة الحديث التحق بدار العلوم الديوبندية في ١٣٣٧هـ/ ١٩١٩ م  في دورة الحديث وتتلمذ على العلامة أنور شاه الكشميري، والعلامة شبير أحمد العثماني، والمفتي عزيز الرحمن، والعلامة محمد رسول خان الهزاروي، وتخرج منها في ١٣٣٨هـ/ ١٩٢٠ م.[8]
وشرع في الخدمات التدريسية في المدرسة الأمينية بدلهي، فأقام بها يدرس سنة واحدة، ثم  عين مدرسا بدار العلوم الديوبندية، ففي السنة الأولى منذ تعيينه مدرسا في المدرسة الديوبندية قام بتدريس "الهداية"، و"المقامات الحريرية"، و"تفسير الجلالين"، ودرّس بها  زهاء تسع سنوات[9].   وفي ١٣٤٨هـ/ ١٩٣٠ م، ثم انتقل من ديوبند إلى حيدرآباد (دكن) الهندية[10]، وطبقا ل"مشاهير علماۓ ديوبند" للحافظ المقرئ فيوض الرحمن انتقل من ديوبند إلى حيدرآباد (دكن) الهندية في ١٣٤٧هـ/ ١٩٢٩ م، وبقي بها حتى ١٣٥٧هـ/ ١٩٣٨ م، وألف كتابه القيم "التعليق الصبيح شرح مشكوة المصابيح" أثناء إقامته بها وسافر إلى دمشق من أجل طبع أربعة مجلداتمنه[11].
وانتقل من حيدرآباد إلى دار العلوم الديوبندية في الأول من ذي القعدة ١٣٥٨هـ/ ١٣ من ديسمبر ١٩٣٩ م مرة أخرى و  عين بها شيخ التفسير وبقي بهاهـذه المرة عشر سنوات حتى ١٣٦٨هـ/ ١٩٤٩ م، فد رَّس وأفاد "تفسير البيضاوي"، و"تفسير ابن كثير"، و"سنن أبي داؤد"، وشرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي غير مرة، كان راتبه الشهري في حيدرآباد ٢٥٠ روبية لكنه توجه إلى ديوبند على راتب شهري قدره ٧٠ روبية فقط  عندما دعا العلامة شبير أحمد العثماني مستشارهـيئة الإدارة (صدر مهتمم) لدار العلوم الديوبندية و مديرها المقرئ محمد طيب إلى أن يتولى منصب "شيخ التفسير" بها، وذلك لأن تم افتتاح قسم التفسير بها بعد أن تولى مولانا شبير أحمد العثماني منصب مستشار هـيئة الإدارة (صدر مهتمم) للدار.[12]  وكان قد أزمع على الهجرة إلى باكستان، ففي رجب ١٣٦٨هـ/مايو ١٩٤٩ م استقال من منصبه بدار العلوم الديوبندية، ، وتوجه إلى "كاندهله" وطنه الوراثي[13]،  وفي ذي الحجة ١٣٦٨هـ/أكتوبر ١٩٤٩ م جاءت إليه رسالة من وزارة التعليم لولاية بهاولبور أنه تم تعيين العلامة شبير أحمد العثماني رئيسا للجامعة العباسية ببهاولبور وتم تعيينه (مولانا محمد إدريس الكاندهلوي) كشيخ لها؛ فقبلهـذا، وفي ١٢ من صفر ١٣٦٩هـ/ ٤ من ديسمبر ١٩٤٩ م غادر إلى كراتشي بباكستان مع أسرته عن طريق مومباي، ووصل إلى كراتشي في الأول من ربيع ١٣٦٩هـ/ ٢١ من ديسمبر ١٩٤٩ م، وتولى منصب شيخ الجامعة العباسية في الخامس من ربيع الأول ١٣٦٩هـ/ ٢٥ من ديسمبر ١٩٤٩ م، وبقي بها سنة ونصف سنة يد رّس  "جامع الترمذي"، و"صحيح البخاري" بوجه خاص، وتقرر بها راتبه الشهري مبلغه ٧٥٠ روبية[14].
ولم توافقه بيئة الامتزاج بين التعليم الديني والعصري في الجامعة العباسية ففي الرابع من ذي القعدة ١٣٧٠هـ/ ٦ أغسطس ١٩٥١ م استقال من منصبه فيها وتوجه إلى الجامعة الأشرفية بلاهور على دعوة من المفتي محمد حسن مؤسسها ومديرها ومن أخص خلفاء مولانا أشرف علي التهانوي وتولى رئاسة تدريس الحديث بها ولازمها إلى آخر عمره[15]. وخلالهـذه المدة الطويلة أخذ عنه علم الحديث خلق لا يعد ولا يحصى، وقضى ٥٣ سنة من عمره ٧٤ سنة في تدريس القرآن والحديث[16].
وكان يشعر بأذى في الكلية من سنة تقريبا، وبسبب نفس المرض  كما ذكر "مشاهير علماء ديوبند" للحافظ المقرئ فيوض الرحمن، و"علماۓ مظاهر العلوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات" للشيخ محمد شاهد السهارنبوري--  توفي مولانا الكاندهلوي في ٧ من رجب ١٣٩٤هـ/ ٢٨ من يوليو ١٩٧٤ م يوم الأحد الساعة الخامسة صباحا[17]،  وطبقا ل"تذكره مولانا محمد إدريس" لمحمد مياں الصديقي توفي العلامة الكاندهلوي في ٨ من رجب ١٣٩٤هـ/ ٢٨ من يوليو ١٩٧٤ م بعد صلوة الفجر في الساعة الخامسة وعشر دقائق، وبسبب حدوث الخلل في المعدة والكبد، ١ ويؤيد صاحب علماء مظاهر العلوم تذكره مولانا محمد إدريس في تأريخ الوفاة، ولكن ليس في سبب الوفاة، فإن صاحب "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات" يؤيد صاحب مشاهير علماء ديوبند في سبب الوفاة.
زار مولانا محمد إدريس الكاندهلوي الحجاز لأداء مناسك الحج والعمرة أربع مرات؛ مرتين خلال إقامته بالهند، ومرتين خلال إقامته بباكستان بعد مغادرته الهند إلى باكستان. فللمرة الأولى في ١٣٥٠هـ/ ١٩٣٢ م مع زوجته وابنيه الشيخ محمد مالك ومولانا محمد  نعمان، وللمرة الثانية في ١٣٥٢هـ/ ١٩٣٤ م وهذه المرة سافر وحيدا، وبعد أن تفرغ من الحج ساح في سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من الأماكن العربية، وأقام ستة أشهر بدمشق لطبع المجلدات الابتدائية الأربعة من مؤلَّفه القيم الشهير "التعليق الصبيح"، ومكث بالجامع الأموي خلال إقامته في دمشق، وللمرة الثالثة في ١٣٧٦هـ/ ١٩٥٧ م، والمرة الرابعة في ١٣٨٤هـ/ ١٩٦٥ م.
آثاره العلمية والأدبية:
كان العلامة محمد إدريس الكاندهلوي مؤلفا قديرًا، له مؤلفات كثيرة قيمة بالعربية والأدرية، ومن مؤلفاته العربيةهـي: "التعليق الصبيح على مشكوة المصابيح":
"التعليق الصبيح على مشكوة المصابيح":      
يعد العلامة الكاندهلوي المذكور من العلماء النوابغ الذين وقفوا جل حياتهم في خدمة الحديث الشريف، فقد خلف العلامة وراءه آثارا مختلفة في مجال الحديث، ومنها "التعليق الصبيح في شرح مشكوة المصابيح" الذي أعطاه سمعة أوسع، ويحتلهـذا الشرح مكانة سامية من بين شروح المشكوة الأخرى، فبذل فيه جهده البالغ وعنايته الكاملة وأفرغ فيه وسعه وطاقته. 
ألف العلامة الكاندهلويهـذا الشرح بإيعاز من أستاذه العلامة أنور شاه الكشميري ١ أثناء إقامته بحيدرآباد الهندية، وقام بطبع مجلداته الابتدائية الأربعة بدمشق،  وذلك لأول مرة في ١٣٥٤هـ/ ١٩٣٤ م.
وعني عناية كبيرة واهتم غاية الاهتمام فيهـذا التعليق بشرح الأحاديث وإبراز نكاتها ولطائفها وبيان أسرارها ومعارفها وكشف حقائقها وفتح دقائقها وغوامضها على ما يقتضيه علم المعاني والبيان، بعد تتبع كتب العلماء الراسخين المعروفين بهذا الخصوص.
وجل اعتماده في ذلك على "شرح المصابيح" المسمى بالميسر للشيخ شهاب الدين فضل الله بن حسين التوربشتي الحنفي، وعلى "شرح المشكوة" المسمى ب"الكاشف عن حقائق السنن المحمدية" للمحدث الجليل أفضل العلماء الحسين بن عبد الله بن محمد الطيبي الشافعي.
واعتمد في ضبط كلمات الحديث ووجوه الإعراب وذكر اختلاف النسخ على"مرقاة  المفاتيح شرح مشكوة المصابيح" للمحدث الجليل والفاضل النبيل الشيخ نور الدين علي بن سلطان محمد الهروي.
ويبدأ كل باب بآيات القرآن الكريم، ثم يشرع في شرح الحديث، ولا يشرحه فقط لفظا لفظا ولا حرفا حرفا بل ويشرح الجزء المهم والصعب منه، وأثناء الشرح يشير إلى الكتب التي استفاد منها في الشرح، أمثال مرقاة، وصحيح البخاري، وفتح الباري، وصحيح مسلم، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة، وكتاب الأصول، ولمعات، وكتاب الجامع وما إلى ذلك.
وسلك المؤلف في المسائل الخلافية مسلك الإنصاف والاعتدال، وذكر أدلة المذاهب الأربعة، لكنه يفضل المذهب الحنفي على المذاهب الأخرى،  مقتصرا من الأقوال على ما ينشرح به الصدر ويطمئن به القلب ويستلذه الفكر،  وكذلك اهتم بنقل مذاهب الصحابة والتابعين.
ومع هـذه المحاسن والميزات التي ذكرناها آنفا،هـناك بعض النقائص فيهـذا الشرح، على سبيل المثال لا يذكر العلامة الكاندهلوي أسماء الرجال على الإطلاق، وكذلك فور بعد شرح حديث من الأحاديث يبدأ شرح الحديث التالي مباشرة، ويصعب التعرف على أنه من أين يبدأ شرح الحديث الأول وإلى أين ينتهي، وكذلك كما علمنا أن العلامة المذكور يبدأ كل باب بالآيات القرآنية وفورًا بعد تفسيرها يبدأ شرح الحديث مباشرة يختلط به أحيانا تفسير القرآن بشرح الحديث، وكذلك يبدأ فصلا بعد انتهاء فصل مباشرة من دون تحديد الفصل يتعذر على القارئ التعرف على أن الحديث المذكور يتعلق بأي فصل منهـذا الباب.
ملخص القول أن هذا الشرح بالرغم من بعض النقائص من أهم وأكمل وأجمع شروح المشكوة. استخدم فيه العلامة لغة بسيطة وسهلة للغاية لايتعذر فهم معانيه على القارئ، بل ويفهمها بسهولة بالغة.
"تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري": 
إن أهمية الأبواب والتراجم ل"صحيح البخاري" كانت ولاتزال كبيرة عند المحدثين، ونظرا لأهميتها القصوى منذ القرن الثالث الهجري ألف المحدثون شروحها الموجزة والمطولة، وألفوا حلول تراجمها ولايزالون يؤلفون مؤلفات كثيرة في هذا الباب، وأشهرها وأجمعها شرح "فتح البارئ" للعلامة ابن حجر العسقلاني، فإن علماء الإسلام فضلوا هذا الشرح على سائر الكتب التي أُلِّفت في شرح "صحيح البخاري".[18]
وقد ألف علماء الهند أيضا مؤلَّفات قيمة عن رواة البخاري، وألف العلامة الكاندهلوي حلا للأبواب والتراجم في صحيح البخاري باللغة العربية وسماه "تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري"، يشتمل الكتاب على ٢٠ مجلدا، انتهى المؤلف من تأليف هذا الكتاب في ١٦ من رمضان ١٣٧٥ ه/ ٢٦ من أبريل ١٩٥٦ م، ثم أعاد النظر فيه، وأضاف إليه إضافات قيمة، وانتهى من إعادة النظر فيه في شعبان ١٣٧٦ ه/مارس ١٩٥٧ م.
 وهدفه الأساسي في تأليف هذا التعليق هو حل للأبواب والتراجم لصحيح البخاري وكشف اللثام عن مغلقاتها ومشكلاتها وأسرارها، وشرح الأحاديث الصعبة، وتوضيح المقامات المتعذر فهمها، وركز العلامة
المذكور على الدلائل العقلية والنقلية في المباحث الكلامية الأصولية والمسائل الاختلافية[19].
وعني المؤلِّف في تأليف هذا التعليق بأمور تالية وهي:
·       ذكر صلة الحديث بالترجمة
·       ذكر صلة الحديث بالآية الكريمة
·       فوائد ونكات
·       لا يشرح لفظا لفظا بل يتناول الأجزاء الصعبة من الحديث
·       لا يذكر كافة الحديث، بل ويذكر الباب فحسب، يعني يكتفي المؤلف بالإشارة إلى الحديث، ثم يشرح الحديث المتعلق بالباب
·       عند تخريج الحديث يخبر المؤلف طورا أنه مروي في كتاب كذا أيضا
·       يدل على معاني كلمات الحديث
·       قبل شرح الحديث يتكلم عن الكتاب مثلا قبل شرح أحاديث كتاب الإيمان يوضح المعنى اللغوي للإيمان والمعنى الاصطلاحي في الشرع، ويذكر اختلاف العلماء فيه، ويذكر كذلك الزيادة والنقص في الإيمان، ويلقي الضوء على الفرق بين الإسلام والإيمان والدين، وشروط الإيمان والبحث عن نسبة الإرجاء إلى الإمام أبي حنيفة النعمان[20].
·       ذكر التوافق بين حديث وحديث
·       توضيح الفرق بين حديث وحديث ١
·       ذكر التوافق بين بابين
"مقدمة البخاري":
ألف العلامة الكاندهلوي رسالة مستقلة باسم "مقدمة البخاري"، وألقى الضوء فيها على حياة الإمام البخاري واشتغاله بالعلم والخصائص البارزة لصحيح البخاري ومكانته فيما بين الصحاح الستة بأسلوب علمي وتحقيقي. طبعت هذه المقدمة ضمن الجزء الأول من مؤلَّفه "تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري"، وفي آخرها ذكر المؤلف أسانيده، طبعت هذه المقدمة في صورة كتاب مستقل بحلل قشيبة من الطباعة من ملك سراج الدين ايند سنز ببلشرز، كشميري بازار،( لاهور (باكستان.
"الباقيات الصالحات في شرح حديث إنما الأعمال بالنيات":
طبعت هذه الرسالة أيضا ضمن الجزء الأول من "تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري".
وقد قال المؤلف عند ذكر منهج التأليف في مؤلفه الشهير "تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري" بأنه لا يذكر كل حديث بالتفصيل، بل ويلقي الضوء على أهم المباحث، ونظرا لأهمية هذا الحديث وكونه من مبادئ الإسلام الأساسية لم يتمكن المؤلف من الاختصار فيه، وألف رسالة مستقلة في شرح هذا الحديث المهم للغاية، و قد يكون السبب الآخر في تأليف هذه الرسالة أن كتاب "صحيح البخاري" يبدأ بهذا الحديث، لكن العلامة الكاندهلوي بدأ شرحه البديع "تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري"بباب "بدء الوحي"، فشرح هذا الحديث بصورة مستقلة، وذلك لأنه لا يتعلق بالكتاب ( "صحيح البخاري" ولا بكتاب الوحي، فقدم الإمام البخاري هذا الحديث تيمُّنا ولإصلاح النية. ومن أجل ذلك فإن المؤلف العلامة محمد إدريس الكاندهلوي لم يبدأ شرحه "تحفة القارئ بحل صحيح البخاري" بهذا الحديث، بل وبدأه بباب "بدأ الوحي"، ثم ألف شرحا مستقلا في حديث "إنما الأعمال بالنيات" بالاسم المذكور.
تكلم المؤلف في هذه الرسالة عن عشرة مباحث تالية التي تتعلق بتوضيح وشرح هذا الحديث والبحث فيه، وهي:
  ·       البحث الأول في تخريج هذا الحديث
  ·       البحث الثاني في فضل هذا الحديث
  ·       البحث الثالث في تحقيق "إنَّما"
  ·       البحث الرابع في معنى العمل
  ·       البحث الخامس في معنى النية
  ·       البحث السادس في قوله  صلى الله عليه وسلم  "إنَّما لأمرئ ما نوى"، البحث السابع في قوله  صلى الله عليه وسلم  "فمن كانت هجرته"
  ·       البحث الثامن في الشرح المجمل للحديث
  ·       البحث التاسع في استنباط الأحكام
  ·       البحث العاشر في فضيلة الإخلاص وحقيقته
وتشتمل الرسالة على ١٦ صفحة.

الحلقة الثانية  أنقرني


[1] ١ كتب المفتي إلهي بخش تكملة مثنوي مولانا روم )محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس"، ص ٣١(
[2] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس"، ص ٣١
[3]  محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس"، هـ٣٢
[4]  فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند"، 1/٤٣٦
[5] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس"، ص ٣٣ ؛ فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند"، ١/٤٣٦
[6] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس"، ص ٣٣
[7] نفس المصدر ص ٣٤
[8] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص ٣٥ ؛ فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ١٤٣٦ ؛ محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"، ٢ /  51 ديوبند

[9] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص ٣٦ و ٣٠٧ ؛ محمد شاهد السهارنبوري، علماۓ مظا هر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"،/2   51

[10] محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اور ُانكي علمي وتصنيفي خدمات"، 2/ 51
[11] فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند"، 1/ 438
[12] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص39-41  محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"، / 52
[13] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص ١٨٧ ؛ محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"، ٢ 52

[14] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص 186-188 ؛ محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"، ٢ 52
[15] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص 189-191 ؛ محمد شاهد السهارنبوري، "علماۓ مظاهر علوم سهارنپور اورانكي علمي وتصنيفي خدمات"، ٢ 52   . ؛ فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند ١438 ؛
[16] محمد مياں الصديقي، "تذكره مولانا محمد إدريس كاندهلوي"، ص 191 ؛ ؛ فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند 1  439/
[17] فيوض الرحمن المقرئ، "مشاهير علماۓ ديوبند /1  443
[18] فهرست مخطوطات  2    27  / محمد متين هاشمي، ساجد الرحمن صديقي، مركز تحقيق ديال سنكه ترست لائبريري نقلا عن تسنيم فاطمة، "مولانا محمد إدريس كاندهلوي كي عربي زبان وادب ميں خدمات"، )المقال لشهادة ما قبل الدكتوراه(، ص  136

 محمد إدريس الكاندهلوي، " تحفة القارئ بحل مشكلات البخالري"  المكتبة العثمانية ، لاهور (ب، ت)[19]
[20] راجع للتفصيل محمد إدريس الكانهلوي، " تحفة القارئ بحل مشكلات البخاري" 1/35-54


مواضيع ذات صلة
الأعلام،, دراسات, مقالات,

إرسال تعليق

0 تعليقات