التاريخ المكتوم والحقيقة المريرة
من الحقائق الناصعة، أن قضية فلسطين تكتم بالأصوات السياسية حتى الدول العربية تعيش بين التفكك والاضطراب للنصرة ولكن العالم العلماني يكفها للإقدام، ورغم ذلك الدول تشاهد المناظر كأنها الفنانات العاهرات إلا البعض ومنها إيران، وعراق وجماعة الحوثيين. تشير التقارير العربية والأخبار المعتمدة بي بي سي و الجزيرة إلى صمت العالم الإسلامي هو أصل التهاليك والتدمير ولذلك، أفتى العلماء بصمته غير مقبول لأن صمته يعذر لشهقات اليتامى، هجمة القلوب المتحجرة الغاشمة على المعصومين، وشوامخ المرأة والأولاد حتى تشريد أسرهم والعالم يشاهد بلا توهج، إلى متى ننتظر؟ إلى متى نستن؟ حتى أن يهدم الأقصى بالكامل؟ أن يهجر أخر فلسطيني من أرضه ؟ أن يمحي تاريخنا من قدسنا ؟ هل سننتظر ؟ حتى لا يبقى شيء و نبكي عليه فإلى متى ينتهي هذا الصمت المطبق؟ هذه العادات ليست مشابهة مع أجيالنا القادمة لأن الكتب ك" تاريخ العرب وكتاب الأغاني و تاريخ الدولة العربية" كلها ترهص إلى شجاعتهم وعزمهم لتسليط الأماكن وبدء المعركة وكان معهم بسالة الله ورسوله والأقلام أيضا لإبقاء ورثتهم وجرأتهم في الكتب التاريخية. ولهذا يقول المؤرخ: إن القوة ليست في السلاح بل في الإيمان، واليوم ليس بحسب ما يرجو التاريخ وصدر الإسلام.
لَقد صار اَلصّمت وَصْمَةَ عار علَى جَبين اَلتَّاريخ، وَصَارَ اَلتَّخَاذلُ لَعْنَةً تلَاحِق اَلْأَجْيَال. كَيْفَ يَهنَأُ لَنا طَعَام وَشَرَابٌ، وَإِخْوَتُنَا فِي غَزَّةَ يَبْحَثُون فِي اَلرُّكَام عَنْ بقَايَا حيَاةٍ؟ كَيْفَ نَسْتظِلُّ تَحْتَ سُقوفٍ آمنَةٍ، وَإِخْوَاننَا هُناكَ يَسْتَظلُّون بِاَلسَّماءِ اَلْمُلَبَّدَةِ بِاَلْقَصْفِ وَاَلنّارِ؟
الأمم المتحدة والأوطان والدول العربية على وقف إطلاق النار
ومن أجدر الأخبار والبيانات الرسمية من العلماء، أن سبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو صمت العالم الإسلامي ولذلك تشهق أصوات الثكالى واليتامى، ويفقد الأولاد أمهاتهم. إن السؤال اليوم ليس عن عدو غاشم نعرف بطشه ولا عن ظالم متجبر ندرك ظلمه بل سؤال بأنفسنا، إلى متى يظل الصمت لسانا حالنا؟ والتراقب رداء واقعنا؟ اليوم بلدان العربي ليست من المتوحدة لكن لما لا نتوحد؟ وا العمل على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى". فلماذا لا تهتز أركانها بجراحها؟ أين الحمى؟ التي كانت تغشى الجسد حين يمرض أحد أعضائه أم أننا جسد أمتنا؟ هل وصل فينا الشلل و مات فيه الاحساس؟ وبالأخير، تختار الأمم المتحدة زمام الأمر الوحيد هو وقف إطلاق النار.
تعتبر الأمم المتحدة منذ إنشائها عام 1945 إحدى أبرز الهيئات الدولية التي تسعى لتحقيق السلم والأمن العالميين، ولكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظل من أحر القضايا التي عجزت المنظمة عن حلها بشكل دائم. في سياق هذه القضية سنة 2025، تواصل الدعوات الدولية والإنسانية للضغط من أجل وقف إطلاق النار في فلسطين، خاصة في ظل الأزمات المستمرة وتزايد الخسائر البشرية. إن دعم الأمم المتحدة للمساعي الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة أمر بالغ النقاط المهمة، لكن هذا الدعم يجب أن يمتد أيضاً إلى تعزيز حقوق الشعوب العربية في تقرير مصيرها وبناء أوطانها بعيدًا عن أي تدخلات خارجية. تأسيس وطن آمن ومستقل لكل أمة في المنطقة، بمن فيهم الشعب الفلسطيني، هو عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ومع تزايد التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها الدول العربية، لا بد من توجيه جهود الأمم المتحدة نحو ضمان حقوق الشعوب في تشكيل مستقبلها دون ضغوط أو تدخلات غير مبررة.
في الختام، هيا بنا يا أمة المسلمة ننهض من غفوة الجهل والغباوة ومن نعاس الإهمال والإقلال ومن زمرة الكسالى والضلال ونحن نزيل رداء الشلل من جسدنا و نحن نرسب الصمت و نعتقد على قول الله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" فيجب علينا أن نعتصم بحبل الله مع الإتحاد، وكَيْف نصمت وَهي تُنَادِي؟ كَيْفَ نَغْفُو وَأَقْصَاها يَسْتَغِيثُ؟ كَيْفَ نَعِيشُ رَغَدًا وَإِخْوَانُنَا هُنَاكَ يَعِيشُونَ تَحْتَ اَلْقَصْفِ وَاَلرَّمَادِ؟ لَقَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَاَلْمُسْتَضعَفِينَ مِنَ اَلرِّجَالِ وَاَلنِّساءِ وَاَلْوِلْدَانِ﴾. وَقَال رَسول اَللَّهِ صلّى اَللَّه عَلَيه وسلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَيس منْهُمْ». فَأَيُّ عُذْرٍ لَنَا أَمام اَللَّهِ؟ أَيُّ جوَاب سنقَدِّمُهُ إِذَا سُئِلْنَا عَنْ دِمَاءِ اَلْأَطْفَالِ؟ أَبِعُذْرِ اَلْخَوْفِ؟ أَبِعُذْرِ اَلْمَصَالحِ؟ أَمْ بِعُذْر اَلضّعْفِ وَاَلْخِذْلَان؟ واليوم باعتبار التقارير والأخبار، أن الأمم المتحدة تقوم عليه بإطلاق وقف النار. فالمعركة ليست في إطلاق النار والقصف، ولكن النصرة تكون من العالم السياسي والعربي لتكون فلسطين إحدى الأوطان دون اختلاس الحقوق وأرضهم النفسية.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا