الهمزية النبوية من الشوقيات لأحمد شوقي
قصيدة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع حواشي تفسيرية
أحمد شوقي، أمير الشعراء
تُعدّ قصيدة الهمزية النبوية من أبرز أعمال أحمد شوقي في الشوقيات، حيث يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأسلوب شعري راقٍ. تحتوي القصيدة على 48 بيتًا مع حواشي تفسيرية للمفردات والمعاني. تعرف على المزيد عن أحمد شوقي.
إرشادات للقراءة
إظهار
إرشادات للقراءة
التنقل بين الأبيات والحواشي:
1. [1] رابط الحاشية (باللون الأحمر الداكن): انقر على الرقم بجانب البيت (مثل [1]) لفتح نافذة منبثقة تحتوي على تفسير المفردات والمعاني.2. [1]↴ رابط التنقل (باللون الأزرق): انقر على الرقم مع السهم (مثل [1]↴) للانتقال مباشرة إلى الحاشية في قسم "الحواشي التفسيرية" أسفل الجدول. سيظهر البيت المرتبط بنقطة حمراء وامضة لمدة 6 ثوانٍ.
3. ⤴[1] رابط العودة (باللون الأحمر الداكن): في قسم الحواشي، انقر على الرقم مع السهم التصاعدي (مثل ⤴[1]) للعودة إلى البيت في جدول القصيدة، مع ظهور نقطة حمراء وامضة لمدة 6 ثوانٍ.
استخدام النافذة المنبثقة:
عند النقر على رابط الحاشية [1]، تظهر نافذة تحتوي على:
- تفسير المفردات (مثل: "الهدى: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم").
- شرح البيت مع صور فنية إن وجدت.
- زر "نسخ" لنسخ محتوى الحاشية.
- زر "×" أو النقر خارج النافذة لإغلاقها.
اضغط مفتاح Escape لإغلاق النافذة بسرعة
إظهار وإخفاء الحواشي التفسيرية:
لعرض أو إخفاء قسم "الحواشي التفسيرية" أسفل القصيدة:
- انقر على زر "إظهار الحواشي" لعرض القسم الذي يحتوي على جميع التفسيرات التفصيلية للأبيات.
- عند عرض القسم، يتم التمرير تلقائيًا إليه بسلاسة لتسهيل الوصول.
- انقر على زر "إخفاء الحواشي" لإخفاء القسم، مما يقلل من الازدحام البصري في الصفحة.
- رابط العودة (أحمر داكن): في الحواشي، انقر على الرقم مع السهم (⤴[1]) للعودة إلى البيت في جدول القصيدة، مع نقطة حمراء وامضة لـ 6 ثوانٍ.
| الباب الأول: لقد استهل الشاعر الحديث عن مولد الرسول (ص) في الباب الأول ببيت رائع، ضمن واحد وعشرين بيتًا من القصيدة | ||
| ١. | وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ | وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ[1][1] |
| ٢. | الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ | لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ[2][2] |
| ٣. | وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي | وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ[3][3] |
| ٤. | وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا | بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ[4][4] |
| ٥. | وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ | وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ[5][5] |
| ٦. | نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ | في الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ[6][6] |
| ٧. | اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ | أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ[7][7] |
| ٨. | يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً | مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا[8][8] |
| ٩. | بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي | إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ[9][9] |
| ١٠. | خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ | دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ[10][10] |
| ١١. | هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت | فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعَساءُ[11][11] |
| ١٢. | خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها | إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ[12][12] |
| ١٣. | بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت | وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ[13][13] |
| ١٤. | وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّذي قَسَماتُهُ | حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ[14][14] |
| ١٥. | وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ | وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ[15][15] |
| ١٦. | أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ | وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ[16][16] |
| ١٧. | يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ | وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ[17][17] |
| ١٨. | الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ | فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ[18][18] |
| ١٩. | ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت | وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ[19][19] |
| ٢٠. | وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم | خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ[20][20] |
| ٢١. | وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ | جِـبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ[21][21] |
| الباب الثاني: يستهل شوقي الحديث عن أخلاق الرسول (ص) بذكر حادثة الاستسقاء، مبرزًا كرامته وأخلاقه العظيمة | ||
| ٢٢. | نِـعـمَ الـيَـتيمُ ببَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ | وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ[22][22] |
| ٢٣. | فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ | وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ[23][23] |
| ٢٤. | بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم | يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ[24][24] |
| ٢٥. | يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا | مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ[25][25] |
| ٢٦. | لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها | ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ[26][26] |
| ٢٧. | زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ | يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ[27][27] |
| ٢٨. | أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ | وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ[28][28] |
| ٢٩. | وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ | مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ[29][29] |
| ٣٠. | فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى | وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ[30][30] |
| ٣١. | وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً | لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ[31][31] |
| ٣٢. | وَإِذا رَحِـمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ | هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ[32][32] |
| ٣٣. | وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ | فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ[33][33] |
| ٣٤. | وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ | وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ[34][34] |
| ٣٥. | وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ | تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ[35][35] |
| ٣٦. | وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما | جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ[36][36] |
| ٣٧. | وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو | أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ[37][37] |
| ٣٨. | وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم | يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ[38][38] |
| ٣٩. | وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها | وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ[39][39] |
| ٤٠. | وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً | وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ[40][40] |
| ٤١. | وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً | فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ[41][41] |
| ٤٢. | وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ | فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ[42][42] |
| ٤٣. | وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ | وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ[43][43] |
| ٤٤. | وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً | حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ[44][44] |
| ٤٥. | فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ | وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ[45][45] |
| ٤٦. | وَالرَأيُ لَم يُنضَ المهَنَّـدُ دونَهُ | كَالسَيفِ لَم تُضْرَبْ بِهِ الآراءُ[46][46] |
| ٤٧. | يأَيُّهـا الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً | في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَمـاءُ[47][47] |
| ٤٨. | الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي | فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ[48][48] |
| ٤٩. | صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى | وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ[49][49] |
| ٥٠. | نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ | وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ[50][50] |
| ٥١. | لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ | فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ[51][51] |
| ٥٢. | أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ | وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ[52][52] |
| ٥٣. | حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ | وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ[53][53] |
| ٥٤. | قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى | ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ[54][54] |
| ٥٥. | أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ | وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ[55][55] |
| ٥٦. | يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ | مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ[56][56] |
| ٥٧. | دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ | لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَضواءُ[57][57] |
| ٥٨. | الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا | وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ[58][58] |
الحواشي التفسيرية
[1]
المفردات والمعاني:
الهدى: المقصود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
فالكائنات: المخلوقات.
ضياء: أي إن نور المصطفى انعكس على الكون والكائنات.
وفم الزمان: صارت الدنيا بأسرها تبسماً وثناءً.
ثناء: مدح.
الشرح: يشير الشاعر لميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، حيث انتشر الضوء في كل الكائنات وكان الزمان سعيداً باستقبال هذا الميلاد والتاريخ الذي حفر بذاكرة الزمن.
[2]
المفردات والمعاني:
الروح: جبريل عليه السلام.
والملأ الملائك: ملائكة الرحمن.
الشرح: ولد المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالملائكة تحتفي به، وفي مقدمتهم جبريل عليه السلام، وقد كان ميلاد الرسول الكريم يحمل البشرى والسعادة للدنيا بأسرها بهذا الدين الذي أتى به.
[3]
المفردات والمعاني:
الصورة الفنية: صوّر العرش والجنة والسدرة بأشخاص يحتفلون بمولد النبي عليه السلام.
يزهو: يفتخر بميلاد الرسول عليه السلام.
الحظيرة: الجنة.
تزدهي: تشرق.
المنتهى والسدرة: جنة الخلد.
العصماء: الخالية من العيوب.
الشرح: يفتخر عرش الرحمن بميلاد الرسول محمد عليه السلام، وكذلك جنة الخلد بما سيأتي إليها من المؤمنين المهتدين على يديه عليه السلام.الصورة الفنية: صوّر العرش والجنة والسدرة بأشخاص يحتفلون بمولد النبي عليه السلام.
[4]
المفردات والمعاني:
الربا: جمع ربوة، وهي ما ارتفع من الأرض ولكن دون الجبل.
شذية: عطرة.
غناء: عشبها كثيف ملتف لأن الريح تمر بها غير صافية الصوت وكأن بها غنة.
[5]
المفردات والمعاني:
والوحي هنا هو الإخبار بالكلمة والمعنى، ولغةً هو الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام، غير أن الإلهام هو ما يلقى في الروع وهو نوع من الوحي. يقطر: قطر الماء والدمع وغيرهما من السيال. سلسل: السلسل هو الماء العذب، وقيل البارد أيضًا يسهل دخوله إلى الحلق. رواء: الرواء حسن المنظر في البهاء والجمال، والشاعر في هذه الأبيات يصور ما حدث عند مولد الرسول (ص).
يقطر: يسيل.
سلسل: ماء عذب صافي.
اللوح: أداة حفظ الله لأقدار العباد.
بديع: فريد من نوعه.
الشرح: وجبريل عليه السلام يحضر ماءً عذباً صافياً ليتم شربه ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة، واللوح والقلم هم من يشربون هذا الماء ويحتفلون ببهجة وسعادة.والوحي هنا هو الإخبار بالكلمة والمعنى، ولغةً هو الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام، غير أن الإلهام هو ما يلقى في الروع وهو نوع من الوحي. يقطر: قطر الماء والدمع وغيرهما من السيال. سلسل: السلسل هو الماء العذب، وقيل البارد أيضًا يسهل دخوله إلى الحلق. رواء: الرواء حسن المنظر في البهاء والجمال، والشاعر في هذه الأبيات يصور ما حدث عند مولد الرسول (ص).
[6]
المفردات والمعاني:
الطغراء: ما يسميه العامة «طرة» وأصلها طغرى بالقصر، وهي التي تكتب بالقلم الغليظ في أول الأوامر.
الشرح: رُتّبت أسماء الرسل في اللوح المحفوظ، واسم محمد أولها وأجملها.
[7]
الشرح: حروف اسم الله من أجمل الحروف، تأتي أولاً ثم يليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم.
[8]
المفردات والمعاني:
الوجود: الخلق.
الشرح: أنت يا محمد خير من حيّا بك الله الناس والبشرية جمعاء، وكذلك المرسلين الذين قبلك واعتبروك هادياً لهم. يا رسول الله، قد جئت سلاماً وتحية من عند الله من بين مرسلين لهداية الناس، قد جاؤوا بذكرك من قبل (بشروا بك: موسى وعيسى عليهما وعليه أفضل الصلاة والسلام).
[9]
المفردات والمعاني:
الحنيف: الصحيح المائل إلى الإسلام وكل من كان على دين إبراهيم عليه السلام، والجمع حنفاء، والمؤنث حنيفة، وجمعها حنائف.
الشرح: فكلمة الحنائف ليس لها أصل لغوي.
[10]
المفردات والمعاني:
حاز الإبل يحوزها حوزا: ساقها رويداً.
حاز الشيء يحوزه حوزا: ضمّه إليه.
الحَوْزَة: إحدى معانيها "الناحية" أو "المنطقة" التي يحوزها الناس.
الشرح: المقصود هنا أن خير الآباء ساقهم إليك آدم وحرصت حواء عليهم وصانتهم، أو قد يكون معناه أن آدم ضمّ خير الأبوة في نسله من أجلك، وساهمت في ذلك حواء لأن أحرز قد يأتي بمعنى صان وحفظ من الأخذ أو بمعنى حاز وضمّ إليه. الأبوة في كلا الحالين بمعنى الآباء مثل العمومة بمعنى الأعمام والخؤولة بمعنى الأخوال.
[11]
المفردات والمعاني:
عِزَّةٌ قَعْسَاءُ: ممتنعة ثابتة.
قَعْسَاءُ: تأنيث الأقعس، قعِسَ فلانٌ: منع وعزّ.
[12]
الشرح: أي اصطفاك الله وشرفك أنك من قريش واصطفى مكة وشرفها ببيت الحرام، وأنت أيها النبي كنت كفؤاً وشرفاً للبيت الحرام وازدادت مكانته ورفعته.
[13]
المفردات والمعاني:
المعنى: استكمالاً للفكرة السابقة في الأبيات السابقة وهو احتفاء كل الدنيا والمخلوقات بميلاد الرسول ومن ذلك السموات والأرض.
الصورة الشعرية: قد ورد في شعر عمر ابن أبي ربيعة:
وَتَضَوَّعَ المِسْكُ الذَّكِيُّ وَعَنْبَرٌ ... من جيبها، قد شابهُ كافور
بك: الخطاب للرسول الكريم.
تضوعت مسك: انتشرت رائحتها الطيبة.
الغبراء: الأرض.
الشرح: عندما بشرت السماء بمولد الرسول تزينت، وازدادت جمالاً وإشراقاً ونوراً، كما أن الأرض فاحت مسكاً وعطراً.المعنى: استكمالاً للفكرة السابقة في الأبيات السابقة وهو احتفاء كل الدنيا والمخلوقات بميلاد الرسول ومن ذلك السموات والأرض.
الصورة الشعرية: قد ورد في شعر عمر ابن أبي ربيعة:
وَتَضَوَّعَ المِسْكُ الذَّكِيُّ وَعَنْبَرٌ ... من جيبها، قد شابهُ كافور
[14]
المفردات والمعاني:
محياك: إشراقة وجهك.
قساماته: ملامحه.
الغرة: مقدمة شعر الرأس.
الشرح: عندما ظهر الرسول الكريم إلى الوجود، ظهرت ملامحه الجميلة، وأشرق وجهه الوضاء، وأشرقت غرته بالهدى والحياء.
[15]
المفردات والمعاني:
وعليه: الهاء تعود على محيا الرسول عليه السلام.
رونق: جمال.
الخليل: سيدنا إبراهيم عليه السلام.
هديه: هدايته وإرشاده.
سيماء: علامة.
الشرح: عندما أطل المصطفى على الكون، كانت أنوار النبوة تحف به، فتكسبه رونقاً وجمالاً، وكانت تحيط به مبادئ الحق والهدى من وحي إبراهيم عليه السلام، وهي من علامات هديه وسماته العظيمة.
[16]
المفردات والمعاني:
أُثْنِي: مدح.
المسيح: عيسى عليه السلام.
هللت: رفعت صوتها فرحًا.
العذراء: مريم عليها السلام.
الشرح: يشير إلى أن المسيح عيسى عليه السلام بشر بقدوم النبي ففرحت وهللت مريم عليها السلام.
[17]
المفردات والمعاني:
يتيه: يفتخر.
وضاء: منير.
الشرح: كان الزمان يفتخر بيوم ميلاد الرسول وكان صباح وليالي ذلك اليوم مشرقة ومنيرة.
[18]
المفردات والمعاني:
الركن: البناء.
مظفر: منتصر.
لواء: علم أو راية.
الشرح: الحق في الدين الإسلامي دائماً منتصر ولا يمكن أن ينتصر عليه أي ملك.
[19]
المفردات والمعاني:
ذُعِرَت: أُصيبت بالذعر أو الفزع. يُستخدم هنا للدلالة على حالة من الاضطراب الشديد والهلع.
عروش: جمع عرش، وهو رمز للسلطة والحكم.
زلزلت: اهتزت واضطربت بشدة.
الشرح: وكل هذا بمناسبة مولد النبي، كما رُوي أن إيوان كسرى اهتز وسقط الملك إلى الأرض، ويعد من الإرهاصات. الفاعل هنا عرش الظالمين ، اي أ، العروش هي التي أصيبة بالذعر
[20]
المفردات والمعاني:
والنار خاوية الجوانب: يقصد نار الفرس التي يقال إنها خمدت يوم مولده (ص).
غاض الماء: يقصد بحيرة ساوة التي يقال إن ماءها غاض يوم مولده (ص) أيضًا.
خمدت النار: سكن لهيبها.
الذوائب: جمع ذؤابة، وهي أعلى كل شيء والمراد بالذوائب هنا ألسنة اللهيب.
الشرح: نار الفرس خمدت وغاضت بحيرة ساوة كعلامات على مولد النبي (ص).
[21]
المفردات والمعاني:
الآي: جمع آية، والمقصود آيات القرآن.
تترى: تتوالى.
الخوارق: جمع خارقة وهي المعجزة.
جمة: كثيرة.
روّاح بها غداء: أي يروح بها ويغدو، كناية عن كثرة مجيئه (ع) إلى النبي (ص) بالوحي.
الشرح: الآيات تتوالى والمعجزات كثيرة، وجبريل يأتي بالوحي صباحاً ومساءً.
[22]
المفردات والمعاني:
مخايل: جمع مخيلة؛ وهي السحابة تحسبها ممطرة.
مخايل فضله: سحائب فضله؛ أي ما يفيض بالخير من فضله.
الشرح: وهذا البيت وإن صح شطره الثاني في كثير من الأحوال إلا أني لا أكاد أقبله، والسبب هو أن اليتم، الذي يتحدث عنه الشاعر ليست له صلة بشخصية الرسول (ص)، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه، وهيأه لتلقي الرسالة التي أنقذت البشرية من الشرك والظلم والطغيان، وكونه (ص) يتيمًا فذلك من مقتضيات الرسالة، فقد روي أن رجلًا من أهل الكتاب هو بحيرا رأى الرسول (ص) صبيًّا، فعرفه مما روي عندهم في التوراة، فسأل عن أبيه فقيل له هو ابن عبد المطلب، فقال لا إن هذا الطفل لا بدّ أن يكون يتيمًا، إلى آخر القصة.
[23]
المفردات والمعاني:
وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه
ثِـمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل
استسقى: طلب السقي.
الحيا: المطر.
البأساء: شظف العيش.
الشرح: وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه
ثِـمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل
[24]
الشرح: يشير الشاعر في هذا البيت إلى أن محمدًا (ص) كان معروفًا في صباه بالصادق الأمين، وقد ورد هذا في الكتب الصحاح، أنّه وعلى الرغم من أنّه خلق يتيم إلّا أنّه تحلى بمكارم الأخلاق والخصال الحسنة، فقد أكرمه الله عز وجل بأخلاق فاضلة وخصال حميدة يتمنى أن يتحلى بها كل البشر ولا سيما الشخصيات العظيمة الشأن.
[25]
المفردات والمعاني:
ما: موصولة بمعنى الذي.
تهوي: تحب.
الكبراء: العظماء.
تهوى ويتعشق: ترادف المعنى.
العلا: جمع العليا.
الشرح: وما تهوى العلا؛ أي ما يتفق معها في علو القدر، والبيت كناية عن سمو أخلاقه (ص) وعلو قدرها.
[26]
المفردات والمعاني:
الآناء: ساعات الليل، وفي التنزيل: ﴿وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ..﴾.
الشرح: والمقصود أنه لو لم يكن محمد (ص) مرسلًا من لدن المولى عز وجل للبشرية لإقامة دينه في الأرض لكانت أخلاقه بمثابة دين يضيء بنوره الليل؛ أي الظلام الذي تعيش فيه البشرية.
[27]
المفردات والمعاني:
زانتك: جمّلت وحسّنت.
شمائل: طباع، جمع شِمال.
الشرح: أي أن أخلاق محمد (ص) موضع إعجاب وإغراء وولع للكرماء من الناس، واختص الشاعر الكرماء لأنهم مجبولون على الأخلاق الكريمة ولا يولعون إلا بمثلها.
[28]
المفردات والمعاني:
أياء: النور، أياء الشمس نورها وضوءها وحسنها.
الشرح: وفي البيت استعارة شبه الحسن بشيء له سماء، والرسول (ص) الشمس التي تضيئها.
[29]
المفردات والمعاني:
الحسن: الجمال، وهو مبتدأ. يُقصد به الجمال الحقيقي، سواء كان جمال الخُلق أو الخَلق أو الصفات العامة.
كرم الوجوه: تعبير مجازي يُشير إلى النبل والسمو في الأخلاق والصفات. "الوجوه" هنا كناية عن الذوات أو الأشخاص.
القواد: جمع قائد، وهم القادة العسكريون أو السياسيون الذين يقودون الجيوش أو الأمم.
الزعماء: جمع زعيم، وهم الرؤساء أو القادة الكبار في المجتمع.
الشرح: الحسن الحقيقي من كرم الوجوه، وهو ما أوتيه القادة والزعماء.
[30]
المفردات والمعاني:
سخوت: كرمت.
وصلت: وصلت.
الجود: الكرم والعطاء.
مدى: النهاية أو القمة.
الأنواء: جمع نوء؛ وهو النجم، الذي يأتي بالمطر يقال مطرنا بنوء كذا.
الشرح: من أخلاق الرسول عليه السلام الكرم، لو أكرم بلغ كرمه الآفاق وأن كرمه أفضل وأكثر من كرم الأمطار.
[31]
المفردات والمعاني:
عفوت: الصفح والتجاوز.
يستهين: يحتقر أو يقلل من قدره.
الجهلاء: جمع جاهل.
الشرح: لا يعفو الرسول (ص) عن ضعف ولكن عن قدرة وقوة، ويقدّر عفوه الناس جميعًا حتى الجاهلون منهم. ومن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم العفو عند المقدرة فالرسول قادر على العفو والله جعله قادراً عليه: لكونه رسولاً، ولا يستهين الكفار الذين وصفهم الشاعر بالجهلاء أن العفو يعني الخوف والجبن.
[32]
المفردات والمعاني:
رحمت: رأفت وترفقت.
الرحماء: جمع رحيم.
الشرح: وقال الشاعر: الرحماء، ولم يقل الرحيمان ليقصر رحماء الدنيا على الأب والأم، أي حين يرحم الرسول (ص) ضعيفًا يمثل بين يديه صار كأنه أبوه أو أمه فهذان هما رحماء الدنيا.
[33]
المفردات والمعاني:
ضغن: حقد.
بغضاء: كراهية.
الشرح: أي إذا غضب الرسول (ص) فغضبته في الحق دائمًا، وليست بسبب حقد على من غضب منه أو كراهية له.
[34]
المفردات والمعاني:
تحلّم: تكلف الحِلم.
الشرح: أي إن رضا الرسول (ص) من مرضاة الله عز وجل، ورضا كثير من الناس تكلف للحلم ورياء لهم.
[35]
المفردات والمعاني:
هزة: رجفة ورعشة.
تعرو: تغشى وتنتاب، وفي التنزيل: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾.
النديّ: المجلس.
الشرح: هزة المنابر كناية عن قوة تأثير الخطبة لدرجة أنـها تـهز المنبر أي إن الرسول (ص) حين يخطب تهتز المنابر لخطبه هزة تنتاب المجلس وتبكي لها قلوب الحاضرين.
[36]
المفردات والمعاني:
قضيت: حكمت بين متخاصمين.
ارتياب: شك.
الشرح: أي لا يرتاب في حكمك أي من المتخاصمين وفيه كناية عن العدل المطلق.
[37]
المفردات والمعاني:
حميت الماء: منعته.
لم يورد: لم يشرب منه أحد.
القياصر: جمع قيصر، لقب ملوك الروم.
ظِماء: جمع ظميء، أي عطشى.
الشرح: إن الرسول (ص) لو منع الماء لم يقترب منه أحد ولو كان الملوك والقياصرة ظماء، وفيه كناية عن القوة والمنعة.
[38]
المفردات والمعاني:
جرت: أجار فلانًا أدخله في جيرته أي حمايته.
استجار: طلب الحماية، وفي التنزيل: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ﴾.
عداء: عدو.
الشرح: أن الرسول (ص) إذا أجار أحدًا أمن من يجيره كأنه مسجد من دخله كان آمنًا.
[39]
المفردات والمعاني:
ببرها: البر كلمة جامعة لكل معاني الخير.
الشاء: جمع شاة.
الشرح: أنه (ص) يعامل من كان ملك يمينه بالحسنى حتى لو كان الحيوان.
[40]
المفردات والمعاني:
بنيت: تزوجت وتتعدى لحرف الجر الباء، نقول بنى فلان بفلانة أي تزوجها.
ابتنيت: أصبحت لك ذرية.
الشرح: يخاطب الشاعر الرسول (ص) فيقول: إنه خير زوج في عشرته وخير أب لأولاده، وفي هذا البيت إشارة إلى قوله (ص): (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
[41]
المفردات والمعاني:
في بردك: البرد نوع من الثياب، والمقصود به هنا: في صحبته (ص) على سبيل المجاز المرسل.
الخلطاء: جمع خليط، الرفقاء.
الشرح: وفي البيت كناية عن وفائه (ص) لكل أصحابه وخلطائه.
[42]
المفردات والمعاني:
ذمة: الذمة الأمان والضمان والحرمة.
الشرح: أن الرسول (ص) كان يوفي العهود سواء أخذ العهد على نفسه، أو عاهد غيره.
[43]
المفردات والمعاني:
وفي القوة الجسمية التي تكونُ من
طريقين إدراكٍ وحركةِ أيِّدٍ
تخصص في استكمال أنواعها ولم
يكُنْ كلُّها ينحاز في جسم سيِّد
غضنفر: من أسماء الأسد.
النكباء: الريح.
الشرح: والشطر كناية عن الشجاعة والإقدام، والشطر كناية عن السرعة؛ أي أنه (ص) يواجه الأعداء أسدًا ولا يتوانى في مواجهتهم وقتالهم. يشير الشاعر عبد الرحمن الأريكلي المليباري في شعره إلى بسالة النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته.وفي القوة الجسمية التي تكونُ من
طريقين إدراكٍ وحركةِ أيِّدٍ
تخصص في استكمال أنواعها ولم
يكُنْ كلُّها ينحاز في جسم سيِّد
[44]
المفردات والمعاني:
تـمد حلمك: تطيله.
للسفيه: السفيه نقيض الحليم، وأصل السفه الخفة والحركة وقيل الجهل.
الشرح: وفي البيت كناية عن حلمه (ص).
[45]
المفردات والمعاني:
سطاك: السطو القهر بالبطش، والسطوة المرة الواحدة منه والجمع سطوات وسُطا.
نداك: كرمك.
الشرح: أن بطشته (ص) قاهرة تترك في نفس كل من يلقاه مهابة، وسعة كرمه (ص) تجعل في نفس كل من يلقاه رجاء فيه.
[46]
المفردات والمعاني:
المهند: السيف.
لم ينض: أي لم يُخرج من غمده.
دونه: قبله.
الشرح: أن الرأي يخرج من فم الرسول (ص) قبل أن يُخرج السيف من غمده، وهو قاطع كالسيف ولكن لا تُلغى به آراء الآخرين من ذوي الرأي والمشورة.
[47]
المفردات والمعاني:
حسبك: يكفيك.
دانت: دان به أي أحبه.
الشرح: يكفي الرسول وهو الأمي، الذي لا يقرأ ولا يكتب ما أوتي من علم جعله موضع حب للعلماء لعلمه. أما صفة الأمية فثابتة لرسول الله ﷺ حين نصفه بالأمي هي معجزة من أعظم معجزاته. «وهذا وصف مدح له؛ لأنه دليل على أن القرآن الكريم من عند الله تعالى، وأما بالنسبة لغيره فهو وصف ذم»، قال الإمام البوصيري في البردة
كفاك بالعلم في الأمي معجزة........في الجاهلية والتأديب في اليتم
[48]
المفردات والمعاني:
الذكر: القرآن الكريم، لما فيه من تذكرة النَّاس بآخرتهم ومصالح دنياهم :-اقرأ ما تيسّر من آي الذِّكر الحكيم- {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
الجمع: آيات و آي ،الآيةُ : العلاَمَةُ والأمَارة.
باغي: طالب، ابتغى الأجرَ وغيرَه :أراده وطلبه.
غَنَاءٌ: فِيهِ اكْتِفَاءٌ وَيَسَارٌ.
الشرح: والشاعر يفتتح حديثه عن القرآن في هذا البيت مثبتًا أنه المعجزة العظمى والكافية التي تغني الباحث عن المعجزات عن أية معجزة أو دليل آخر.
[49]
المفردات والمعاني:
صَدْرُ كل شيء: أوله.
اللغى: جمع لغة.
بُلَغاءُ: جمع بَليغ، كَانَ بَلِيغاً، أيْ فَصُحَ لِسَانُهُ وَحَسُنَ بَيَانُهُ.
فُصحاء: جمع فَصيح، فَصُحَ الرَّجُلُ: أي أصبح كلامه جيدًا وواضحًا، وانطلق لسانه ببيانٍ صحيحٍ لا لبس فيه. هنا يعني أهل اللغة.
الشرح: أي هو في مقدمة البيان والبلاغة في جميع لغات العالم، لا يقتصر على اللغة العربية وحدها، ويظل في الصدارة كلما تقدم أهل البلاغة والفصاحة بأدبهم وبيانهم.
[50]
المفردات والمعاني:
نسخ: نسخ نسخا إذ أزاله، أيضا نسخ الكتاب نقله. واصطلاحا ; عند الاصوليين نسخ الحكم هو رفعه.
ذُكاء: من أسماء الشمس ، ومنها سمي النهار ب اِبْنُ ذُكاءٍ.
وَضيئَةٌ: صفة للتورات، اي كانت نظيفة.
تَخَلَّفَ: صار في الوراء. تخلف كناية عن النسخ.
الشرح: يشير البيت إلى أن ظهور الإسلام جاء ليُلغي أو ينسخ التوراة والإنجيل ، التي كانت ساطعة ومنيرة قبل نزول القرآن. وهذا يدل على أن الإسلام جاء ليتمم الرسالات السابقة.
[51]
المفردات والمعاني:
تمشّى في الحجاز: كناية عن ظهوره وانتشار دعوته ورسالته في منطقة الحجاز، مكة والمدينة وما حولهما ومعنى تمشى : مشَى في مُهْلة.
الحجاز: هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية على امتداد ساحل البحر الأحمر. تُعد هذه المنطقة ذات أهمية تاريخية ودينية كبيرة جدًا في الإسلام، حيث تضم أقدس الأماكن لدى المسلمين. تقع في غرب المملكة العربية السعودية حاليًا.
رَجُلٌ حَكِيمٌ: مُتَبَصِّرٌ مِنْ ذَوِي الحِكْمَةِ هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فُضَّت: أي تفرقت وانتهى دورها وزالت أهميتها.
عكاظ: كان سوقًا مشهورًا في الجاهلية، وملتقىً للشعراء والخطباء، وميدانًا للمنافسات الأدبية والفخر بالأنساب.
وَقامَ حِراءُ: حراء: هو غار حراء في جبل النور قرب مكة، المكان الذي كان يتعبّد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونزل عليه الوحي لأول مرة فيه، قام حراء: أي علا شأنه وارتفعت مكانته وأصبح هو مركز الإشعاع الروحي والعلم الحقيقي بدلا من أي مكان مشتهر.
المعنى: تحولت الأهمية والمكانة من أسواق الأدب الجاهلي (عكاظ) إلى مصدر الوحي والنور الإلهي (غار حراء)، حيث نبعت رسالة التوحيد والعلم الحقيقي.
[52]
المفردات والمعاني:
أزرى به: قَصَّرَ به وحَقَّرَه وهَوَّنه، قلّل من القيمة، أو جعل الشيء تافهًا مقارنةً بشيء آخر.
منطق أهله وبيانهم: يقصد بلاغة العرب وفصاحتهم وشعرهم وخطبهم التي كانوا يفتخرون بها في سوق عكاظ وغيره.
وحي: فاعل أزرى والمقصود القرآن، والهاء في أهله متعلقة بالحجاز في البيت السابق، وهو مكان بالجزيرة العربية تقع فيه مكة المكرمة، والمعنى أن القرآن حقر وهون من منطق أهل الحجاز وبيانـهم وكانوا معروفين بالبلاغة والفصاحة.
يُقَصِّرُ دونه البُلَغاءُ: أي يعجز أمهر وأفصح الناس (البلغاء) عن مجاراته أو الإتيان بمثله. مهما بلغ إنسان من الفصاحة، فإنه يقف عاجزًا أمام بلاغة القرآن الكريم وإعجازه.
خلاصة المعنى: يؤكد الشاعر أن المعجزة الحقيقية التي جاء بها النبي هي القرآن الكريم، الذي فاق كل قدرات البشر اللغوية. لم يستطع أي شاعر أو خطيب عربي، رغم براعتهم اللغوية الفائقة، أن يأتي بآية واحدة مثله، مما أثبت مصدره الإلهي وأنه وحيٌ لا يمكن مقارنته بكلام البشر.
[53]
المفردات والمعاني:
حسدوا: أعدائه، هو شعور الكراهية وتمني زوال النعمة (النبوة والرسالة والبيان القرآني) عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعجزهم عن معارضة القران مع كونهم جهابذه في اللغة شعرا ونثرا. والسبب الجذري لرفضهم هو الحسد على النبوة التي أنعم الله بها على محمد صلى الله عليه وسلم من غير قبيلتهم (في نظر بعضهم أو حسدًا على مكانته الجديدة)، وعلى البيان القرآني المعجز الذي لم يستطيعوا مجاراته.
شاعِرٌ: اتهموه بأنه يقول الشعر (اعتبروه كلامًا بشريًا عاديًا يمكن مواجهته). هم يعلمون أنه ليس بشاعر، لكنهم قالوها عنادًا ومحاولة لتشويه صورته.
أَو ساحِرٌ: اتهام آخر متناقض. وصفوه بأنه يستخدم السحر لكتابة القران. الجملة في الأصل تقديرها: "ويكونُ الاستهزاءُ مِنَ الحسودِ" (أي: نابعًا أو صادرًا من الحسود).
[54]
المفردات والمعاني:
نالَ: حصل على، أصاب، بلغ.
الهادي: من يهدي لهم هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالهداية والنور للبشرية.
لهُدى: النور، الرشاد، دين الإسلام ورسالته السامية. هدى: تعني الإرشاد والدلالة على الطريق الصحيح، وهي مصدر الفعل "هدى". كما تشير إلى معانٍ أخرى مثل الرشاد، والنهار، والطريق، والبيان.
"الهدى" هنا: هو القرآن الكريم، و"سؤدد" تعني المجد والرفعة، وقد أشار الشاعر إلى سيناء حيث نزلت الرسالة على سيدنا موسى، وإلى الحجاز حيث نزلت الرسالة على سيدنا محمد.
الشرح: إنّ الشرف والمجد العظيم الذي نالته الأمة أو المكان المذكور بفضل الهادي الكريم (النبي محمد صلى الله عليه وسلم) والهدى (القرآن الكريم)، يفوق العظمة والمجد الذي نالته سيناء (التي كلم الله عليها موسى عليه السلام). أي أن فضل رسالة الإسلام والنبي محمد أعظم من فضل الأحداث التي وقعت في سيناء.
[55]
المفردات والمعاني:
أمسى: صار أو أصبح (تستخدم هنا للدلالة على الحال والصفة المستمرة)، واسم أمسى ضمير متعلق بالحجاز.
كَأَنَّكَ: حرف يفيد التشبيه (كاف التشبيه + أنت).
جَلالِكَ: عظمتك، هيبتك، وقارك (الجلال: العظمة والكبرياء).
أُمَّةٌ: جماعة كبيرة من الناس يجمعهم أمر واحد.
أُنسِهِ: راحته النفسية، طمأنينته، شعوره بالسكينة في الخلوة.
بيداء: الفلاة أو المفازة لا شيء بـها.
[56]
المفردات والمعاني:
يُوحَى: يُلهم ويُرسل إليك (الخطاب موجه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم).
الفوز: النجاة والظفر بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
ظُلُماتِهِ: المقصود بها هنا ظلمات الجهل، والشرك، والضلال التي كانت سائدة قبل بزوغ نور الإسلام.
مُتَتابِعًا: متواصلاً ومستمرًا، أي أن الوحي كان ينزل تباعًا وليس دفعة واحدة.
تُجْلَى: تُزال وتنكشف وتتضح.
الظَّلْمَاءُ: الظلمة الشديدة والسواد، وهي كناية عن زوال الجهل والضلال بالإسلام.
الشرح: خاطبًا النبي الكريم: إنّ الوحي الذي أُنزل عليك كان سببًا للفوز العظيم والنجاة للبشرية جمعاء، خاصةً في خضم الجهل والضلال (الظلمات) الذي كانت تعيشه. وقد كان هذا الوحي يتنزل متتابعًا شيئًا فشيئًا، فكان كل جزء منه يزيل وينير تلك الظلمة الشديدة (الظلماء) التي كانت تغطي القلوب والعقول، ويقود الناس من الضلال إلى الهدى، ومن الشرك إلى الإيمان.
المعنى العام: هو الإشادة بالقرآن الكريم ورسالته النبوية كمصدر للنور والهداية التي تبدد ظلمات الجهل والكفر.
[57]
المفردات والمعاني:
يُشَيَّدُ: يُبنى بناءً قوياً ومُحْكَماً ومرتفعاً.
آيةً في آيةٍ: تعني معجزة تتلوها معجزة، وحجة دامغة تتبعها حجة أخرى، تتكامل وتترابط معاً.
لَبِناتُهُ: (مفردها لَبِنَة)، وهي القالب من الطين (الطوب) الذي يُستخدم في البناء. والمراد هنا مجازاً: الأسس والمكونات التي يقوم عليها الدين.
السُّوَرَاتُ: (مفردها سورة)، وهي سور القرآن الكريم وآياته التي تمثل الدلائل والمعجزات، السُّورَةُ من البناء: ما طال وحسُن.
الأَضْواءُ: الأنوار الساطعة التي تهدي القلوب والعقول، والمراد بها الحقائق الإيمانية والبراهين الواضحة التي يكشفها الدين. الأَضْواءُ كناية عن الهدى، الذي جاء به محمد (ص).
الشرح: يصور الشاعر أحمد شوقي الدين الإسلامي في هذا البيت كـ بنيان عظيم وشامخ لا يتزعزع. هذا البنيان لا يقوم على أساس واحد، بل يُبنى حجرًا فوق حجر، أو بالأحرى، آية فوق آية ومعجزة تلو معجزة. أما الحجارة (اللبنات) التي يتكون منها هذا الصرح المتين فهي سور القرآن الكريم وآياته البيّنات التي تُعدّ بحد ذاتها معجزات خالدة. وتتخلل هذا البناء "الأضواء" وهي الأنوار الإلهية والهداية الربانية التي تنبعث من هذا الدين لتنير طريق البشرية وتزيل ظلمات الجهل والضلال. باختصار، يصف البيت الدين بأنه بناء متكامل أساسه الحق المطلق وحججه القاطعة المتمثلة في القرآن الكريم وهدايته النورانية.
[58]
المفردات والمعاني:
الحَقُّ: الصدق الثابت، الحقيقة المطلقة، عكس الباطل.
فيهِ: في هذا الدين (الذي يتحدث عنه في البيت السابق).
هُوَ الأَساسُ: هو الدعائم والقواعد التي يقوم عليها البنيان كله (الدين).
وَكَيفَ لا: عبارة استفهامية بلاغية تفيد التعجب والتأكيد القاطع، ومعناها: بالتأكيد هو الأساس، ولا يمكن أن يكون غير ذلك.
وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ: الله عز وجل، العظيم في قدره ومجده. (جَلَّ جلالُهُ: تعظيم لله).
البَنّاءُ: هو خبر للمبتدأ اللهُ، وهنا جاء على صيغة المبالغة (وزن فَعَّال) للدلالة على كثرة الفعل والقوة والدوام.
الشرح: البيت يشير إلى أن الدين الإسلامي بناء متكامل، أساسه الحق الثابت، وبانيه هو الله عز وجل، مما يمنحه القوة الخالدة والثبات الدائم.
×
تفسير الحاشية
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا