ادعمنا بالإعجاب

تأثير اللغة العربية في الفارسية

عنوان المحتوى تأثير اللغة العربية في الفارسية
المؤلف أ.د. دلال عباس، المعهد العالي للدكتوراه، الجامعة اللبنانية، بيروت
المصدر مجلة "المجمع العلمي العربي الهندي"
القسم دراسات لغوية،
عدد الصفحات ٢٠
اللغة العربية
المجلد الثاني والأربعون
العدد الثاني
حجم الملف 354 KB
نوع الملف PDF
الناشر قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة علي كره الإسلامية، علي كره، الهند
دولة النشر الهند
تاريخ النشر 1443-1444هـ / 2022-2023م

 مقدمة عامة

إن العلاقة بين العرب والفرس تعود إلى ما قبل الإسلام، وهذا بين المفردات الفارسية المعربة الموجودة في الشعر الجاهلي، وفي النص القرآني، وفي الألفاظ المشتركة بين اللغتين العربية والفارسية الفهلوية. وقد نظر العديد من الباحثين إلى هذا التقارب من وُجهتي نظرٍ متطابقتين في المضمون مختلفتين في المبنى والتسمية، فجاءت أبحاثهم تحوي العديد من الأدلة على التقارب:

- القسم الأول، القديم منها رأى أن اللغة العربية اقترضت من الفارسية الكثير، وأن الفارسية اقترضت من العربية أكثر، ووصلت بات من الصعب الحكم على مبتدأ، هل كان فارسيا قديما أو عربيا قديما؛ والقسم الثاني، الحديث، يرى أن جميع اللغات من سامية وهندية وأوروبية وحامية كانت في الأصل لغة واحدة. 

لقد اتخذت العلاقة بين العرب والفرس مسارًا صعبًا، بعد أن تقدم المسلمون للمرة الأولى في عهد الخليفة الثاني إلى العراق وإيران، وأسلموا من الفرس طوعًا، وانضموا إلى الجيش الإسلامي، وأقر المسلمون السكان في أراضيهم وأمنهم على أنفسهم وأموالهم، ثم ما كان من هجرات العرب إلى هذه المناطق، واستقرارهم فيها. كل ذلك أدى إلى أن يمتزج السكان الأصليون والوافدون، وأن يُقارب بعضهم، وأن يُصهِر من أسلم منهم إلى من وفدهم، وأن يكون هناك هذا الاختلاط، الذي كان من ثمراته جيل جديد لفته الحياة الإسلامية الجديدة بما كان من طوابعها وسماتها.

وهكذا فإن حركة الفتوح الإسلامية في إيران جعلت العرب مختلطين بالدم الآري، ويستمعون إلى لغة مخالفة لغتهم، هي اللغة البهلوية إحدى أصول الأسرة الهندية الأوروبية، وهي المناطق المجاورة لهذه الأرض واللغة والدم لونا من المخالفة الشديدة، فتستخدم الأسرى، وتحالف الموالي، وتتزوج من السبي

وتستولده، وهي تسوس ما أفاء الله عليه من ملك كسرى، فتهاجر إليه وتستقر فيه، وتفحصه للاختلاط ما بين لغتها الأم ولغة؛ فتتبادلالصلات والتأثير والتأثر، وتنشأ من هذا التزاوج بين اللغات لغة يمكننا أن نسميها لغة التفاهم، يتكلّمها عامة الناس، في الوقت الذي كان فيه خاص تتكلم العربية الفصحى وتكتب بها ... لغة التفاهم هذه هي التي بدأت بعد قرون من الهجرة، لغة إيران الرسمية، واضطر أهلها أن يكتبوها بالحروف العربية. لأن الحروف العربية هذه هي التي تعلمها كل الذين أسلموا من الإيرانيين. في حين أن الذين كانوا يكتبون باللغة البهلوية كان عددهم حتى قبل الإسلام محدودًا جدًا، لأن عامة الناس كانوا محظورين عليهم تعلم القراءة والكتابة ...

(١) التمازج اللغوي بين العربية والفارسية:

هناك عاملان سهلان على العربية التغلغل في بلاد فارس أثناء الفتوح وبعدها:

أولهما الدين: فقد كان الدين الإسلامي عربي اللغة، وهو من غير شك يقتضي من أتباعه المؤمنين به المحمسين له، والمندفعين في سبيله، في المرحلة الأولى أن يتعرفوا على هذه اللغة تعرفا عميقا أو تعرفا قريبا، ولكن في كل حالة مؤالفة للغة واطمئنان إليها، وتمهيد لمشاكلها النفسية

تأثير اللغة العربية في الفارسية
تأثير اللغة العربية في الفارسية، صورة رمزية

العمل الثاني ف تجاور اللغتين العربية والفارسية كل ذلك الثمر الذي تجاور فيه العرب والفرس في العراق أرض قبل الإسلام، لا سيما في زمن المناذرة؛ ولقد كان ذلك التجاور سبيلا إلى أنواع من الصلات اللغوية : التعاون صلة تبادل وصلة الاقتباس؛ تأتي فئة من الفرس والعرب تتقن هذه اللغة؛ ومن الثابتة أن العلاقات بين العرب والفرس توثق وتتشابك؛ وكانت بعض العناصر العنصرية فعالة في نقل الملوك الفرس؛ وكان هؤلاء الملوك يرسلون أبناءهم إلى العراق العربي ليتربوا بين العرب في صفاء الصحراء وفروسيتها البعيدين عن مؤسّسة المدين ومكائد الحاشية؛ ويحدثنا التاريخ أن بهرام جور ابن كسرى أنو شروان نشأة في أحضان الملك العربي، مخفي ربي في إخفاءه، مخفي تعلم العربية وقال بها.

مواضيع ذات صلة
دراسات لغوية,

إرسال تعليق

0 تعليقات