رواية آهات ودمعة، تندم ومجرى غروب أنها مكتظة بالهم و ملتاعة بالحزن والصبر بصلاة حارة و لبث ساعة لا حركة فيها ولا تكلم،حتى آهة دهشة في أفواه الناظرين والقراء ناظرا حب الحبيبين محترقا، بفرصة الليل اني قرات هذه بحذافيرها من باكورة أعمال سعيد رمضان البوطي وكأنه أمطر الدموع والآهات أكثر مما استهلك من مداد، الكلمات المتعلقة الآسرة ونصاعة بيانه الجادرية وأناقة لهجته الفصيحة العاطفة التي تجذب القلوب العاشقه، حتى هي تمثل قصة حبيبين غاليين نبتت في الأرض وأينع في السماء وقصة الحب بعد أن همدت الروح وكابدت آلام لأنها تقيد الأنفس ربما قلبان احترقا بالصبر حيث ترجم سعيد رمضان البوطي من الشعر الكردي الذي كتب أحمد الخاني الكردستاني.
مصدر هذه الرواية من أعمال أحمد الخاني شاعر كردستان الذي استهلاك المداد على هذه القصة شعرا قصصيا على ألف ومائتين بيتا في ديوان ذاته باللغة الكردية، هذه القصة مؤثرة بين قبرين معرفتين في جزيرة ابن عمر وبعد هذه قد أقيم عليها البناء الاسلامية لطلاب العلوم الشرعية، وكان له البراعة والنجابة في الأدب والفلسفة والفقه والتصوف حتى نقلها البوطي الى العربية رواية بليغة فصيحة بطبيعته الخلابة وكلماته الآسرة والعاطفة الراقية والسامية. وكان أحمد الخاني يقول في بدايتها: "سألبس كلا من هذين الحبيبين ثوبا مطرزا من بياني ثم ارفعهما إلى أوج التاريخ فليخدلهما ليخلد صدى رفرارتها مدى الدهر والحياة". يصول الخاني جمال العشاق وعشقهم حتى استولوا عليهما ارتباكا وحزينا على ولهان حبي ممو وزين ما نبت في الأرض وأينع عام في السماء.
هذه الرواية ليس لها مثيل وهي التي معتزلة من نوعها بالأعمال الآخر بأسلوبها وتشبيهاتها وبلاغتها وبيانها، أن الدكتور لم يبق من التشبيه البلاغي الجذير وبيانه الفصيح الجذاب وكلماته العذيبة الخلابة حيث يقول الدكتور أن يصف الأميرتين: "كانت هيفاء بيضة ذات قوام رائع، قد ازدهر في بياضها الناصع حمره اللهب ذات عينين د عجبين أودعها الله كل آيات الفتك واللطف التي تتسامى على التعبير". أقام الدكتور على الرواية بالطريقة الأخاذة الجذابة التي تأرق العشاق حتى المعتزلون يواصلون الليل بالنهار مقطرا من الغروب الدموع والآهات، لأنها كانت قصة ضحيتي نار الحب والغرام ممو زين وكان شغفها لله ولها بأن ممو حول سجنه المظلم المظلهم إلى صومعة، يغمر قلبه حبا بالله وحده للعبادة حتى فوض روحه الى الله وأصبح جثة هامدة.
حداثة العام ١٣٩٣ في بلاد الأكراد أينما كانت الإمارات منقسمة والقصر مزدهرا لهذه الحداثة، هو قصر الأمير زين الدين الذي كان مرسوما بصدره الواسع وانفه الاشم فخرا لذاته هيبته وإجلاله وما هذا إلا في وطنه وحده بل على الأوطان نواحيه، جمال القصر كان فتاتين غمارتين "زين وستي" كان وجوههما مخضا صرح من الزبد وأصبح الشباب في منامهما، منهم ممو وزين الدين طبعا اسمهما في القلوب حبا بهما.
بينما الأكراد يحتفلون في عيد الربيع يوم ٢٠ مارس استقبالا من ورائه سنة جديدة، يتمتعون على شاطيء دجلة حيث الزين وستي كانتا قبالة في الأيام الخوالي لفرصة الخروج من القصر بأن لهما خطر الخروج حتى أتى اليوم وازدحم المدن والقارات وهما خرجتا في زي الشباب كتما اللثام من البشر وعلم الأمير، هناك صدفتا جارتين وكان عليهما الوجه الوحشي المقاتل النبيل.
هناك كانت تاج الدين وأخوه الروحي "ممو" كان الشاب وسيما نبيلا ويسكن لديه عقل عجيب متخلقا بالشيم الجميل حتى أغشينا عليهما مشغوفا لجمالها كأنهما شاهدا حورين من الجنة، حيث تبدل خاتمهم ونقش في خاتم ممو اسم زين وخاتم تاج الدين اسم ستي والسحر هنا، تنبت الحب بين قلوبهم بالنظرة الأولى لأخرى.
بفرصة الأمير رضى بتزويج ستي مع شقيقته تاج الدين لشهرته الفائقة الشاهقة وأما موو زين عاشا بين ولهان الحب اضطرابا، فظلا منهزمين، ربما الله شاف شيئا آخر، ولكن حبهما كان خالصا طاهرا حتى لاع قلبهما اشتعالا بالحزن والأسى، بينما قيد ممو في عهد أبراج القلعة حتى اختار صومعة حبا لله وحده، وما زالت زين في تربص قفله وحتى هو أصبح جثه هامدة على الشرجع الذي حمل إلى جزيرة ابن عمر ودفن، قبل إزهاق روحه وافق الأمير زواجهما. وكانت زين حاملة البشرى إليه حتى الأمر المفجع بلغها، حتى عدت إلى قبره وضعت هامتها حتى فوض روحها لشدة حبها، بينما أوعز إتصال قلبين متحابين، فدفنت في قبره سيما للحب الخالص.
انتهت هذه القصة بإلحاق قلبين ما لا يلحقان في الحياة الأرضية بعد كون الحب الخليص بينهما، ودفنا معا في القبر الوحيد وهذا قصة الحب نبت في الأرض وأينع في السماء.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا